اتفق وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي مع رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل، على فتح قنوات تواصل رسمية بين البلدين، كنوع من ترسيم الاعتراف الجزائري بالمجلس، كما ناقش المسؤولان وضع عائلة الديكتاتور الفار معمر القذافي في الجزائر واحتمال «التفاوض لاحقاً حول تسليمهم». وأجرى مدلسي في نيويورك ثلاثة لقاءات ركزت على الملف الليبي مع جبريل والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة القطري ناصر عبدالعزيز النصر، كما التقى وزراء خارجية تونس محمد مولدي الكافي ومصر محمد كامل عمرو وتركيا أحمد داود اوغلو. وأكدت مصادر جزائرية ل «الحياة» أن مدلسي اتفق مع محمود جبريل على فتح قنوات اتصال رسمية بين البلدين، تترجم الاعتراف الجزائري بالمجلس سلطة جديدة في ليبيا، وناقشا «إمكانية التعاون في رقابة الحدود»، كما «استفسر جبريل من مدلسي عن الوضعية القانونية لأفراد عائلة القذافي» الذين لجأوا إلى الجزائر. وأشارت المصادر إلى أن عائلة القذافي «لم تُمنح اللجوء، كما أن الجزائر لم تشرّع بعد قانوناً للجوء السياسي». وجاء لقاء مدلسي بجبريل متزامناً مع تصريح للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية عمار بلاني هدد فيه ب «طرد» عائلة القذافي في حال تكرر تعاطي أحدهم مع وسائل الإعلام الدولية أو المحلية. وقال بلاني إنه «يجب على عائشة القذافي وكل أفراد عائلتها في الجزائر الامتناع عن أي تصريح أو نشاط سياسي أو حزبي أو إعلامي، وإلا سيتم نقلهم إلى وجهة أخرى». وأوضح أنه «تمت مباشرة مساع على مستوى مجلس الأمن لإعلامه رسمياً بالتصريحات غير المقبولة للسيدة عائشة القذافي». ونفى رسمياً مغادرة أي من أبناء القذافي الجزائر نحو القاهرة، لكن مصادر رفيعة أوضحت ل «الحياة» أمس أن «الثمانية المعنيين يحملون لقب القذافي وغادروا قبل ثلاثة أيام على متن طائرة للخطوط المصرية، لكن لا علم لنا إن كانوا سيقيمون في مصر أو اتخذوها محطة عبور». وكان مدلسي قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «الجزائر تأمل في عودة السلم إلى ليبيا وتكوين حكومة تمثل كل مكونات الشعب الليبي، ونحن مقتنعون بأن استقرار ليبيا عنصر اساس بالنسبة إلى استقرار المنطقة». وكرر إرادة بلاده «القوية في العمل فوراً مع السلطات الليبية الجديدة من أجل ترقية تعاون مثالي وشامل في إطار الأخوة والتضامن».