للمرة الأولى منذ بدء أزمة"بنك المدينة"وما تفرع منها من ملفات قضائية ثارت المديرة التنفيذية السابقة للمصرف رنا قليلات أثناء استجوابها في احدى الدعاوى المرفوعة ضدها من رئيس مجلس الإدارة عدنان أبو عياش، ما أثار حفيظة قاضي التحقيق الأول في بيروت عبدالرحيم حمود ونشبت بينهما مشادة كلامية استدعت إرجاء الجلسة وإخراج قليلات من دائرة التحقيق. وكانت قليلات حضرت كالعادة بكامل أناقتها واشراقتها، لكن اخراجها ترافق مع توجيه كلمات قاسية للقضاء والقضاة متوعدة بكشف أسرار وخبايا لطالما تكتمت عليها، منذ أكثر من سنة، معتبرة ان القانون لا يطبق على الجميع سواسية، وبالتالي لا يطبق عليها. وكانت قليلات مثلت أمس أمام القاضي حمود لاستجوابها في الدعوى المقامة ضدها من عدنان أبو عياش بجرم شيك من دون رصيد بقيمة مليون دولار أميركي، وحضر معها وكيلها المحامي علي صفا. وبعد فترة وجيزة من بدء استجوابها بحضور وكيل المدعي أيضاً المدعي المحامي جان القزي، أخرجت قليلات أوراقاً من ملفٍ كانت تتأبطه وأبرزت منه براءة ذمة شاملة من المدعي ثبت بأن هذه الدعوى غير قانونية، وان الشيك موضوع الدعوى لم يتم عرضه على المصرف لتحصيله، وهو نسخة عن الشيك الأصلي الذي طلبت من المدعي ابرازه وليس النسخة. وازاء ذلك وجّه اليها القاضي حمود تنبيهاً على اعتبار ان هذا الأمر من اختصاص وكيلها وليس هي، طالباً منها الالتزام بالإجابة عن الأسئلة التي توجه اليها. وأثار هذا الأمر استياء رنا التي ما لبثت ان انفعلت، وارتفع صوتها في وجه القاضي طالبة منه التنحي عن النظر في القضية، كونه اتخذ في السابق قراراً بتوقيفها معتبرة أن هذا الأمر غير قانوني. وتبعت انفعال قليلات، مشادة كلامية بينها وبين القاضي حمود الذي طلب من العناصر الأمنية اخراجها من دائرته. وسُمعت قليلات أثناء وضع الأصفاد في معصميها، تهدّد وتتوعّد بأنها ستكشف أسراراً تكتمت عنها طويلاً، خصوصاً ان توقيفها في هذه الدعوى، هو بمثابة قصاص. وفي ضوء ذلك، قرر حمود ارجاء الجلسة الى 31 كانون الثاني يناير الجاري لمتابعة استجواب قليلات. من جهة أخرى، ادعت النيابة العامة الاستئنافية في بيروت أمس على قليلات وعلى كل من يظهره التحقيق تبعاً لادعاء ابراهيم أبو عياش ضدها بجرم اصدار شيكات مصرفية وهمية لا قيود لها في المصرف وابتزار أموال احتيالاً وبالتزوير. واحيلت قليلات موقوفة في هذه الدعوة على قاضي التحقيق في بيروت سامي صدقي الذي حدّد غداً الخميس جلسة لمباشرة استجوابها.