لم تحمل نتائج الانتخابات الرئاسية الفلسطينية اي مفاجآت لجهة اسم الفائز، انما عززت فوز مرشح حركة"فتح"محمود عباس ابو مازن الذي حصل على 26 في المئة من الاصوات. وفي الوقت نفسه، افرزت ما اسماه مرشح الرئاسة مصطفى البرغوثي"قوة سياسية ثالثة"، في اشارة الى التيار الديموقراطي الذي يمثله والذي حصل على 08،91 في المئة من الاصوات. وكما كان متوقعا، تلقى"ابو مازن"بعد فوزه دعما عربيا ودوليا ووجد اوضح تعبير له في اعلان الرئيس جورج بوش استعداده لدعوته الى واشنطن عندما قال:"أقدم تهاني ل"ابو مازن"، واتطلع الى التحدث معه في الوقت المناسب، والى الترحيب به هنا في واشنطن اذا ما اختار الحضور"، علما ان بوش رفض دعوة الرئيس الراحل ياسر عرفات او لقاءه. وفي هذا الصدد، اعرب وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث لشبكة التلفزة الاميركية"سي ان ان"عن اعتقاده بأن بوش سيوجه قريبا دعوة الى"ابو مازن"ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للبحث في تطبيق خطة"خريطة الطريق". من جانبه، أعرب ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز باسم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وباسمه، عن تمنياته لابو مازن بتحقيق الأمن والاستقرار لفلسطين والخير للشعب الفلسطيني في طريق الوحدة، والى حقوقه الوطنية وفي مقدمها الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وهنأت اوروبا"ابو مازن"بالفوز واشادت بحسن سير الانتخابات بوصفها"اول انتصار للديموقراطية والسلام"، و"الخطوة الاولى نحو الدولة الفلسطينية"، في حين اعتبرت جهات دولية ان الكرة الان في الملعب الاسرائيلي سياسيا. ورحبت اسرائيل بفوز"ابو مازن"، لكنها أعادت الكرة الى الملعب الفلسطيني، مكررة شروطها بضرورة ان تحارب القيادة الفلسطينية الجديدة"الارهاب"وان تترجم"الاقوال الى افعال". واعتبرت ان"الامتحان الاول"امام عباس وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات وبلدات اسرائيلية. فلسطينيا، احتفل انصار حركة"فتح"ب"النصر الكاسح"وخرجوا بالمئات في عدد من مدن الضفة والقطاع، وهتفوا لمرشحهم"ابو مازن"واطلقوا النار في الهواء، آملين بأن ينجح في تخفيف معاناتهم في المرحلة المقبلة. ورحب المرشح مصطفى البرغوثي بنتائج الانتخابات، معتبرا ان حصوله على نحو 02 في المئة من الاصوات يعزز بروز تيار ثالث ديموقراطي بعد"فتح"و"حماس". وقال ان هذا التيار يضم المبادرة الوطنية والجبهة الشعبية واللجان العمالية وشخصيات ومؤسسات يسارية. واعرب عن سعادته بنتائج الانتخابات، مضيفا:"سنقود بهذا الائتلاف من الان فصاعدا هذه المعارضة الديموقراطية نحو الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية المقبلة. في غضون ذلك، ارجأ"ابو مازن"عقد مؤتمر صحافي يعرض خلاله برنامجه السياسي للمرحلة المقبلة، وذلك من اجل فتح المجال امام اي طعون محتملة يمكن ان تقدمها جهات الى لجنة الانتخابات المركزية في غضون الساعات الاربع والعشرين المقبلة. ورغم ما اكده المراقبون الدوليون من أن الانتخابات جرت بسلاسة ومن دون خروق تذكر، الا ان الساعات الاخيرة التي سبقت اغلاق صناديق الاقتراع اثارت بعض الانتقادات من هيئات حقوقية ومرشحين، خصوصاً ضد قرار اللجنة المركزية تمديد الانتخابات ساعتين من اجل السماح للذين لم يعثروا على اسمائهم في السجل المدني، بالتصويت عبر بطاقة الهوية. وفيما تواصل الحديث عن خروق، رفضت محكمة استئناف قضايا الانتخابات قبول طعن قدمه المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، وعزت ذلك الى عدم صدور قرار مكتوب عن لجنة الانتخابات المركزية باعتماد التصويت ببطاقة الهوية، وكذلك عدم تلقي المركز ردا من اللجنة نفسها. اما"مركز الميزان"الذي قدم طعنا الى اللجنة المركزية، فلم يتلق ردا من اللجنة. وسارعت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس الى تهنئة الرئيس المنتخب"رغم بعض التجاوزات التي شابت الانتخابات"، حسب ما افاد القيادي في الحركة في الضفة الغربية الشيخ حسن يوسف الذي اضاف ان"حماس"ستعمل مع"ابو مازن"، معربا عن قناعته بأن الرئيس الجديد فاز ب53 في المئة فقط من الاصوات. واعلن ابو مازن لاحقا انه"يمد اليد"الى اسرائيل من اجل التوصل الى السلام، وقال لدى استقباله مجموعة من المراقبين الدوليين الذين اشرفوا على الانتخابات"نمد اليد الى جيراننا ونأمل في ان يكون الرد ايجابيا". واضاف"اننا ملتزمون عملية السلام القائمة على خارطة الطريق"الدولية. وتابع عباس"الانتخابات هي البداية وليست النهاية. لدينا عمل كثير من اجل التوصل الى السلام". الثقة بالحكومة الاسرائيلية وكانت الكنيست الاسرائيلية وافقت مساء امس على التشكيل الذي طرحه رئيس الوزراء إرييل شارون لحكومة الائتلاف الجديدة. وأيد 58 من أعضاء الكنيست التشكيل الجديد فيما عارضه 56 نائباً اي بغالبية صوتين فقط. وامتنع ستة من أعضاء الكنيست عن التصويت. وكان شارون قرر تحويل التصويت على الحكومة الجديدة إلى اقتراع على الثقة بعد أن اعلن 13 من أعضاء حزبه الليكود أنهم يعارضون الحكومة الجديدة.