في أول حادث على الحدود الدولية اللبنانية - الاسرائيلية، منذ صدور القرار الرقم 1559 في أيلول سبتمبر الماضي نفذت أمس مجموعة من المقاومة الإسلامية الذراع العسكرية ل"حزب الله" عملية عسكرية تمثلت بتفجير عبوة كبيرة استهدفت آلية عسكرية من نوع"هامر"في مزارع شبعا المحتلة أسفرت، بحسب ما أفادت المقاومة، عن مقتل ضابط اسرائيلي وجرح ثلاثة آخرين جراح اثنين منهم خطيرة، وأدى الرد العسكري الاسرائيلي الفوري، وللمرة الأولى منذ خمس سنوات، الى مقتل رائد في هيئة المراقبين الدوليين يدعى جان لوي فاليه وهو فرنسي الجنسية. وفي معلومات خاصة ل"الحياة"اضافة الى البيانات الصادرة عن المقاومة الإسلامية، ان مجموعة من المقاومة وفي اطار"جهادها لتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا، هاجمت دورية للعدو الصهيوني على طريق موقع زبدين في المزارع". وتمت العملية بتفجير عبوة ناسفة أثناء مرور الآلية الاسرائيلية في موقع زبدين في الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة ظهر أمس وأدت الى اصابتها في شكل مباشر. وأفاد شهود عيان انهم سمعوا الانفجار، وهم على مسافة مئات الأمتار من مكان الحادث، وقالوا ل"الحياة"انهم ظنوا للوهلة الأولى بأن ما سمعوه ناجم عن قيام طائرات حربية اسرائيلية بخرق جدار الصوت فوق المنطقة، لكنهم فوجئوا بعد دقائق بتحليق مروحيات اسرائيلية فوق موقع زبدين، في الوقت الذي هرعت فيه سيارات الاسعاف الى مكان الانفجار لاجلاء عناصر الدورية الذين كانوا في داخل الآلية... وتزامن اجلاء الجرحى مع قيام الطيران الحربي الاسرائيلي بالتحليق على ارتفاع منخفض فيما قامت المدفعية الاسرائيلية بتوجيه قذائفها الى بلدات كفرشوبا مما أدى الى سقوط جريح يدعى نابغ قادري وشبعا وأطراف حلتا، اضافة الى استهداف بلدات حولا، العديسة، مركبا وكفركلا بقذائف مباشرة من المواقع الاسرائيلية في العباد. وأدى القصف الاسرائيلي المركز الى اصابة مدرسة كفركلا بقذائف مباشرة. وازاء توتر الوضع عمدت دوريات تابعة للقوة الأمنية اللبنانية المشتركة الى قطع الطريق الدولية التي تربط بلدة كفركلا بعدد من قرى الجوار حفاظاً على سلامة العابرين، فيما سجلت التقارير مبادرة المضادات الأرضية التابعة للمقاومة الى اطلاق القذائف على المروحيات الاسرائيلية. وأفاد بيان عن قيادة الجيش ان طائرة استطلاع اسرائيلية خرقت اجواء الجنوب عند الساعة 12.45، كما اخترقت طائرات حربية الاجواء عند الساعة 14.10 فجبهت بالمضادات الأرضية في منطقة صور. وازاء اشتداد القصف على معظم المرتفعات المحيطة ببلدات مرجعيون، حاصبيا، اضطر عدد من الضباط التابعين لهيئة المراقبين الدوليين في لجنة الهدنة، الى ترك سياراتهم عند مثلث شبعا، كفر شوبا، حلتا، خوفاً من تعرضهم الى الاصابة خصوصاً بعدما اشتد القصف الاسرائيلي في شكل عشوائي غطى المنطقة التي كانوا يتواجدون فيها. وعلمت"الحياة"من مصادر أمنية لبنانية وأخرى في الأممالمتحدة، ان المراقبين الدوليين توجهوا الى المنطقة فور حصول الانفجار وانهم كانوا في مهمة استطلاعية عند الخط الأزرق الفاصل بين الحدود اللبنانية - الاسرائيلية واضطر هؤلاء الى ترك سيارتهم، واللجوء الى مكان آمن. وتبين ان الضابط السويدي الذي كان في السيارة ومعه مترجم لبناني، فوجئا بعد هدوء القصف بأن زميلهما الفرنسي لم ينضم اليهما، فسارعا الى اجراء الاتصالات بوحدة من القوة الدولية التابعة لقوات الطوارئ وبمسؤولين أمنيين في القوة الأمنية المشتركة. وفقد الضابط السويدي الأمل في العثور على رفيقه الضابط الفرنسي، خصوصاً ان الأخير غاب عن السمع ولم يرد على الاتصالات التي أجراها به من خلال جهاز الاتصال الذي كان في حوزته. وعثر بعد البحث على الضابط الفرنسي مقتولاً جراء اصابته بشظايا قذيفة انفجرت بالقرب منه واخترقت شظاياها انحاء مختلفة من جسمه. وإذ حمّلت"المقاومة"اسرائيل مسؤولية قتل الضابط الفرنسي، أكدت مصادر في الأممالمتحدة انها ترجح بأن تكون وفاته ناجمة عن اصابته بشظايا قذيفة أطلقتها المدفعية الاسرائيلية، لكنها أشارت الى ان تحديد الجهة المسؤولة عن قتله يتوقف على ضوء التحقيق الذي باشره فريق عمل دولي توجه الى المنطقة وأشرف على نقل الجثة وقام بجمع الشظايا التي كانت موجودة بالقرب من جثته. وأعلن الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب ميلو شتروغر ان مراقباً من فريق الهدنة فرنسي الجنسية قتل وأصيب زميله السويدي بجروح عندما كانا يقومان بدورية جنوب كفر شوبا. وقال شتروغر انه بناء على التقارير الأولية، فإن دوريتهما تعرضت لاطلاق نار من الجانب الاسرائيلي للخط الأزرق. وأشار الى ان"اليونيفل"فتحت تحقيقاً في الحادثة التي سبقها هجوم على دورية اسرائيلية في شبعا، أعلن"حزب الله"مسؤوليته عنه.