شاركت الفنانة رجاء الجداوي في كثير من الأعمال على مدى مشوار حافل مع الفن بدأته ولم تكن تتعدى ال15 من عمرها في فيلم "دعاء الكروان" أمام فاتن حمامة وأحمد مظهر عن قصة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. وشاركت بعده في فيلم "إشاعة حب" أمام السندريلا سعاد حسني وعمر الشريف، إضافة إلى أفلام أخرى جسّدت فيها دور الفتاة الصغيرة الارستقراطية. وتعترف الجداوي بأن عملها في مجال الأزياء لمدة 25 عاماً إلى جانب التمثيل الذي بدأته قبل عروض الأزياء بعام واحد، جنى عليها كممثلة إذ ان أوامر التمثيل كانت تصدر إلى دولاب ملابسها، وليس لها كممثلة كما تقول، لكن في الوقت نفسه لم يمنع مشاركتها في أعمال فنية مهمة منها في التلفزيون "أحلام الفتى الطائر"، مع الفنان عادل إمام وإخراج محمد فاضل، و"العائلة" إلى جوار ليلى علوي ومحمود مرسي وإخراج اسماعيل عبد الحافظ، و"الرجل الآخر" لنور الشريف والمخرج مجدي أبو عميرة، وأخيراً "للعدالة وجوه كثيرة" ليحيى الفخراني والمخرج محمد فاضل، و"حكايات زوج معاصر" مع أشرف عبد الباقي وإخراج شيرين عادل الذي عُرض في رمضان الماضي. أمّا في السينما فقدمت "أيام في الحلال"، "العقرب" و"موعد على العشاء" كما شاركت في ثلاثة من أفلام الشباب هي "السلم والثعبان"، "ليه خلتني أحبك" و"سهر الليالي". وفي المسرح عملت لمدة 14 عاماً متواصلة مع الفنان عادل إمام في مسرحية "الواد سيد الشغال"، و"الزعيم". وخاضت رجاء الجداوي في السنوات الأخيرة تجارب جديدة بالنسبة إليها، إذ قدمت برامج عدة على فضائيّة "أوربت" وبرنامجاً آخر للإذاعة. "الحياة" التقتها وكان معها هذا الحوار: ما أهم المحطات الفنية التي تعتزين بها؟ - أولها فيلم "دعاء الكروان" أمام فاتن حمامة وأحمد مظهر وأمينة رزق وزهرة العُلا وإخراج بركات وهو أحد أهم الكلاسيكيات الرومانسية في تاريخ السينما المصرية وكان فرصة كبيرة بالنسبة إلى التواجد وسط عدد من عمالقة فن التمثيل وأنا بعد لم أتعد 15 عاماً من عمري. وعلى الدرجة نفسها من الأهمية كان فيلم "إشاعة حب" أمام يوسف بك وهبي وسعاد حسني وعمر الشريف وهند رستم، ولا شك في أن وجودي وسط هذه القمم الفنية مبكراً جعلني أتشبع بالالتزام والاحترام لكل من هو أكبر مني وجعلني أشعر إلى أي مدى الفن أخلاق والتزام وموهبة وهي ركائز مهمة جداً لأي فنان. بعد ذلك شاركت في أفلام عدة في دور الفتاة الصغيرة وانقطعت عن التمثيل لمدة 6 سنوات اتجهت خلالها إلى مجال عروض الأزياء وعندما عدت إلى التمثيل مرة أخرى، وجدت نفسي صُنفت في دور الارستقراطية. كما شاركت في المرحلة الوسط من حياتي في عدد من الأفلام المهمة أبرزها "أيام في الحلال"، "العقرب"، "رمادة"، و"موعد على العشاء" بأدوار ثانية كانت تعتبر في هذه الفترة بطولات ثانية وكان يكتب لها خصيصاً. وشاركت في ثلاثة أفلام شبابية هي "سهر الليالي"، "السلم والثعبان" و"ليه خلتني أحبك". وأنا سعيدة بالمشاركة فيها. في ما عدا ذلك، عُرضت عليّ أعمال كثيرة في السينما لكنني رفضتها لأنني لا أفضل الأدوار الهامشية في السينما الحالية. وماذا عن التلفزيون؟ - في التلفزيون شاركت في أعمال عدة اعتبرها محطات مهمة أولها "أحلام الفتى الطائر" مع الفنان عادل إمام وإخراج محمد فاضل، و"العائلة" مع الراحل محمود مرسي وليلى علوي وإخراج اسماعيل عبد الحافظ إذ جسدت دور الحاجة "لطيفة" المرأة الجاهلة التي تحصر كل هدفها في الحصول على ما تريد بأي طريق، وهو دور مختلف تماماً بالنسبة إليّ، وأخيراً شاركت في "للعدالة وجوه كثيرة" مع يحيى الفخراني ومحمد فاضل، و"الرجل الآخر" لنور الشريف ومجدي أبو عميرة. الصدق أساس الفنّ! تقدمين أكثر من برنامج تلفزيوني وإذاعي، ألم يكن لهذا تأثير على عملك في الفن؟ - لا، إطلاقاً، وأريد أن أقول إنني لم أسع لتقديم برامج لكن القائمين على شبكة أوربت، أقنعوني بالعمل، وبالفعل بدأت معهم "إسألوا رجاء" وهو برنامج فضفضة أسرية ومشكلات عاطفية وأقدمه ضمن برنامج "القاهرة اليوم" منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة. وهناك برنامج آخر أقدمه ضمن فقرات "القاهرة اليوم" أيضاً هو "اتيكيت" الذي أقدم فيه أصول الاتيكيت استناداً إلى تاريخي في مجال عروض الأزياء والاتيكيت والبروتوكول. أمّا برنامج "أصل الكلمة" فأقدمه مع أشرف عبد الباقي، ورانيا فريد شوقي، على شبكة "أوربت" أيضاً، نبحث عن أصل كلمة في اللغة العربية في قالب فكاهي لذيذ جداً. كما أقدم برنامجاً آخر لإذاعة الشرق الأوسط بعنوان "آخر صيحة" وكل هذه البرامج لم تعقني أو تؤثر على عملي في الفن، لأنني أذهب لتقديمها في أوقات مسائية لا أكون فيها مرتبطة بأي أعمال. وتقديم البرامج أضاف إليّ بأن جعلني أعيش مع الناس وأحس مشكلاتهم. ورأيت مدى خطورة هذه المشكلات، وباختصار ازددت خبرة واحتكاكاً بمشكلات تفيدني في مجال التمثيل خصوصاً بعد أن خضت تجارب غريبة جداً. في رأيك ما الذي يجعل فناناً ما يتألق باستمرار؟ - الصدق مع الناس لأنه يجعل الجمهور يحبك بكل حواسه، أمّا الإحساس المزيف فلا يمكن أن يصل إلى القلب أو يخدع طفلاً صغيراً، فالمهم هنا أن يكون الفنان صادقاً مع نفسه ومع الناس من خلال الكلمة التي يؤديها. قدمت خلال رمضان الماضي مسلسل "حكايات زوج معاصر" مع الفنان أشرف عبد الباقي وفيه أديت أدواراً مختلفة تماماً عما كنت تؤدينه من قبل.. ألم يشكل ذلك صعوبات بالنسبة إليك؟ - المسلسل كان عبارة عن حلقات منفصلة متصلة مع مخرجة شابة ومتميزة هي شيرين عادل، كما أن أشرف عبد الباقي يصنع جواً جميلاً داخل البلاتوه، وكان فريق العمل متميزاً ومتفاهماً وكنا نتفق على كل شيء قبل التسجيل، لذا حقق المسلسل نجاحاً كبيراً. لماذا لم تبرز امكاناتك الفنية المتنوعة بشكل واضح؟ - نوعت في أدواري، ففي مسلسل "أحلام الفتى الطائر" جسدت دور الزوجة الخائنة الشريرة التي تتآمر على زوجها وتدخله مستشفى الأمراض العقلية وإن كانت الشخصية في إطارها العام تنتمي إلى الشخصية الارستقراطية التي حبست داخلها، ثم قدمت دوراً آخر في مسلسل "أوراق الورد" بطولة محمود مرسي، ووردة في دور زوجة أب قاسية ثم قررت التوقف عن هذه الأدوار، وبدأت ألعب أدواراً أخرى مختلفة، ففي "العائلة" كان الدور مختلفاً، وأيضاً في "عش العصفور" حيث جسدت دور امرأة تعيش على الحلم مثل أي مصري، تحلم بالجائزة وتعيش بين قصاصات الأوراق التي تقدمها في المسابقات حتى تدرك أخيراً أنها تعيش الوهم وأنها تدفع ولا تأخذ شيئاً، وقد حصلت على جائزة عن هذا الدور مع المخرج حسن عيسى الذي كان جريئاً في اختياره لي في مسلسل آخر اسمه "الدلالة" في دور المرأة "الدلاّلة" التي تدخل كل بيت في الريف المصري وتعرف أسراره وهي لسان حال القرية، واندهش المخرج نفسه من أدائي لهذه الشخصية. الهروب من دولاب الملابس إذاً أنت تتطلعين الى آفاق جديدة... - نعم، بكل تأكيد... وأقول إنه آن الأوان كي يلتفت المخرجون إليّ كممثلة لأنني حُبست كثيراً في دور المرأة الارستقراطية، واستسهل المنتجون والمخرجون الموضوع فكانت أوامر العمل صادرة إلى دولاب ملابسي، وليس إلي كممثلة، لكنهم أخيراً بدأوا يشعرون بأن هناك ممثلة اسمها رجاء الجداوي، والحقيقة أن اهتمامي بعروض الأزياء لمدة 24 عاماً كنت فيها عارضة مصر الأولى والعالم العربي، جنى عليّ كممثلة. هل أفادتك مهنة عرض الأزياء في مجال التمثيل؟ - عروض الأزياء تجعل الشخصية جمالية، حركتها محسوبة، فيها حدة إلى حد ما، واثقة من نفسها، وتهتم جداً بالملابس والديكور وتفاصيلهما، وهذا ما تطبعت به على رغم أنني بدأت في التمثيل قبل العمل في عرض الأزياء بعام. هل ترين أنك نجحت في أدائك المتنوّع؟ - أعتقد بأنني في "عش العصفور"، "الدلالة"، و"حكايات زوج معاصر" أديت الشخصيات بشكل جيد كما أراها لكن الحكم في النهاية للجمهور. قدمت عدداً من الأعمال الكوميدية، هل تميلين إلى هذه النوعية من الأدوار؟ - أحب كوميديا الموقف لا كوميديا "الفارس" أو الإفيهات ومحاولة إضحاك الجمهور رغم أنفه. شاركت في مسلسل "وكسبنا القضية" مع الفنان عبد المنعم مدبولي وعمر الحريري، و"أهلاً بالسكان" الذي جسدت فيه دوراً رائعاً وهو دور "حرامية" تسرق البضائع من المحلات من خلال مفارقات ومواقف كوميدية، ومسلسل "تزوج لتصنع الحياة" في دور حماة أحمد بدير، إضافة طبعاً إلى ثلاثة أعمال مع الفنان عادل إمام هي مسرحيتا "الواد سيد الشغال"، و"الزعيم"، وفيلم "حنفي الأبهة". ما الجديد الذي ستقدمينه خلال الفترة المقبلة؟ - مسلسل "امرأة من ذهب" اخراج أحمد النحاس وبطولة رغدة وماجدة الخطيب ويدور في قالب اجتماعي، ومسلسل "العصافير لا يملكها أحد" من إخراج رباب حسين.