أجرت الهندوباكستان امس، المحادثات الوزارية الاولى منذ ثلاث سنوات في شأن النزاع على منطقة كشمير، وسط حرب كلامية دارت حول هذه الازمة. وسبق الاجتماع بين وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود كاسوري ونظيره الهندي ناتوار سينغ انتقادات متبادلة بين الطرفين، اذ اتهمت نيودلهياسلام اباد بأنها تعتمد مقاربة احادية في كشمير. واعلنت ان تسلل الانفصاليين يجب ان يتوقف قبل احراز اي تقدم جدي. من جهته، اتهم كاسوري الهند، قبل مغادرته الى نيودلهي، بعدم جدية محاولتها حل النزاع. وامل في ان يتمكن سكان كشمير من ابداء رأيهم حول الانضمام الى الهند او باكستان بموجب قرار الاممالمتحدة عام 1948، ولمح الى ان تصلب نيودلهي يؤخر التسوية. وقال كاسوري: "نملك قدرة على حل هذا النزاع، لكننا نحتاج الى الشجاعة والجرأة لتحقيقه، واعتقد ان الوقت حان لرفض الدخول في دورات الصعود والهبوط ونضع الامور في نصابها، والاكيد ان انهاء هذا النزاع سيدفع القضايا الاخرى في طريق الحل السريع". وردّ نافتيغ سارنا الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية بوصف تصريحات كاسوري بانها "مخيبة، ولا تتماشى مع الروح التي بدأنا بها الحوار الشامل في كانون الثاني يناير الماضي، عبر اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء السابق آتال بيهاري فاجبايي مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف". ورأى سارنا ان الخيبة يفرضها ايضاً واقع انتهاك كاسوري دعوة سلطات بلاده نفسها الى كبح جماح الهجمات الكلامية في هذه المرحلة. وبوصوله الى الهند، اعتمد كاسوري لهجة اكثر مرونة، وقال: "قدمنا بنظرة ايجابية لاستعراض تقدم الحوار بين البلدين"، وقابلها وزير الخارجية الهندي بالمثل واصر على التزام بلاده بإقامة علاقات ودّ وصداقة مع باكستان، اذ ان السلام من مصلحتنا". واثمرت المحادثات السابقة التي عقدت على مستويات ديبلوماسية مختلفة، عن بعض التقدم الذي تجسد في اتفاق الدولتين في حزيران يونيو الماضي، على زيادة عدد الموظفين في سفارتيهما بنيودلهي وإسلام آباد إلى 110 في كل منهما، وإعادة فتح قنصليتيهما في كراتشي وبومباي إلى جانب إطلاق سراح الصيادين الذين يدخلون المياه الاقليمية لكلا البلدين من دون قصد. لكن المحادثات ذاتها لم تعالج القضايا العالقة في شأن النزاع في كشمير أو حتى اخرى اقل اهمية على غرار استئناف خدمة الحافلات بين مناطق كشمير. واعلن المسؤولون الهنود انهم قدموا 72 اقتراحاً لباكستان ضمن اجراءات بناء الثقة، من بينها جعل عبور خط الهدنة في كشمير والمعروف بتسمية خط السيطرة، اكثر سهولة لسكان كشمير، تمهيداً لاجتماعهم بذويهم في الشطر الاخر من المنطقة. ويذكر ان المحادثات التي تستكمل اليوم تلحظ ايضاً لقاء كاسوري مع رئيس الوزراء السابق فاجبايي، ومستشار الامن القومي الهندي جي إن ديكسيت، ورئيس الوزراء مانموهان سينغ الذي كان صرح في خطاب ألقاه في مناسبة مرور مئة يوم على تسلمه السلطة بأن العلاقات يمكن ان تتحسن في حال وافقت باكستان على بحث قضايا تتعدى مسألة كشمير ووقف تدفق المتمردين الى كشمير الهندية.