تتجه التحقيقات السورية في شأن اغتيال عز الدين الشيخ خليل، احد كوادر "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، الى ترجيح فرضية مشاركة "عميل" في تنفيذ العملية وسط دمشق. ولاحظت مصادر سورية "تباهي اسرائيل بتحمل مسؤولية" هذه العملية، في وقت أكد مسؤولون اسرائيليون ان "لا حصانة لسورية". وشيع امس عز الدين في غياب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل او الصف الاول في "حزب الله" في اطار الاحتياطات الامنية. وتزامن التشييع مع تصعيد اسرائيلي لافت في الاراضي الفلسطينية حيث استشهد سبعة فلسطينيين، احدهم بقصف صاروخي اسرائيلي استهدف سيارته في قطاع غزة. كما تتعرض مدينة جنين ومخيمها الى حصار مشدد بحثاً عن "مطلوبين" وفي مقدمهم قائد "كتائب الاقصى" في المدينة زكريا الزبيدي، في وقت أكد شهود عيان في غزة ان جماعة مسلحة خطفت موظفا عربيا اسرائيليا يعمل مساعد مخرج لفريق شبكة "سي ان ان" في غزة. وفي اطار التحقيق في اغتيال عضو "حماس" في دمشق، قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" ان التحقيقات "ما زالت في بداياتها"، لافتة الى وجود "الكثير من الاسئلة وبعض الاجوبة"، وموضحة ان السلطات الامنية كانت تبحث عن سيارة اخرى مفخخة. لكن المصادر رجحت في ضوء "المعطيات المتوفرة ان تكون العبوة وضعت خلال الليل وان يكون هناك عميل راقب تحركات عز الدين في الصباح قبل تفجير العبوة الموضوعة تحت السيارة". وكانت دمشق تجنبت في البيان الاول لاعلان اغتيال خليل تحميل اسرائيل المسؤولية، لكن "الوكالة السورية للانباء" سانا نقلت في وقت متقدم من ليل الاحد - الاثنين عن "مصدر رسمي" ان "السلطات الاسرائيلية خطت خطوة خطرة باقدامها على اغتيال عز الدين المقيم في سورية". من جانبها، واصلت اسرائيل تهديد سورية و"التنظيمات الارهابية" بالاقتصاص منها وتباهت "بذراعها الطويلة" القادرة على بلوغ أي مكان، وذلك في موازاة اعلانها تعزيز الاجراءات الأمنية في سفاراتها وممثلياتها في أرجاء العالم تحسباً لهجمات انتقامية. وقال نائب وزير الدفاع زئيف بويم ان مقتل خليل لا ينبغي ان يصرف النظر عن حقيقة ان سورية مسؤولة عن توجيه الارهاب ضد اسرائيل و"لذا فهي لا تتمتع بأي حصانة من رد اسرائيلي لمنع الارهاب". كما قال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية يوفال شطاينتس ان"كل من يشجع الارهاب وتفجير الباصات في شوارع اسرائيل لا بد أن يعلم انه عاجلاً أو آجلاً لن يحظى بأي حصانة"، مهدداً سورية بأن تشهد شوارعها أيضاً تفجيرات كبيرة.