حذر مبعوث رفيع المستوى للولايات المتحدة في السودان أمس من مخاطر سقوط البلاد في حال فوضى على غرار ما يحدث في الصومال اذا فشلت محادثات السلام في انهاء مشاكل انفصالية في دارفور، وايضاً في الجنوب، ما يشجع المزيد من الفصائل على حمل السلاح. وقال تشارلز سنايدر، ارفع ممثل لوزارة الخارجية الاميركية في السودان ان سقوط البلاد في حرب اهلية مثل التي يشهدها الصومال منذ العام 1991 هو اسوأ سيناريو للسودان. واعتبر ان تسوية أزمة دارفور ربما تستغرق سنتين، منتقدا عجز الخرطوم عن وضع حد لتحركات ميليشيات الجنجاويد. وقال في مؤتمر صحافي عقده في نيروبي بعد زيارة للسودان: "ستكون عملية طويلة". واضاف: "سيستغرق الامر 18 شهرا الى سنتين لتمكين النازحين واللاجئين البالغ عددهم حوالى 1.4 مليون شخص من العودة الى ديارهم في ظروف امنية جيدة". ورأى سنايدر ان "الأزمة عميقة بحيث انها قضت على اللحمة الاجتماعية في دارفور"، مشددا على "وجوب مصالحة" كل الاطراف المتورطة في النزاع. وقال: "لا نشعر بالرضى عن ما تحقق من تقدم على صعيد الامن ولا عن جهود حكومة الخرطوم من اجل وقف نشاطات ميليشيات الجنجاويد". وتابع: "لم نر حتى الآن اي تحرك من الحكومة حيال الجنجاويد"، معتبرا ان "على المعسكر الآخر المتمردين ايضا التحرك لمصلحة السودان". وعلى الصعيد الميداني، تصاعدت حدة المعارك في شمال دارفور وجنوبها قرب جبل مرة، وذكر الناطق الرسمي باسم "جيش تحرير السودان" محمد حامد علي ان ميليشيات "الجنجاويد هاجمت منطقة الملم جنوب شرق جبل مرة أمس، وأحرقت المنطقة ودمرت المزارع والبساتين وخطفت خمسة مدنيين". وطارد المتمردون الميليشيات في مناطق عدة "في محاولة لاطلاق المدنيين المخطوفين". الى ذلك، اكد الامين العام ل"حركة تحرير السودان" منى آركو مناوي ل"الحياة" أمس "ان الحكومة السودانية استعانت بضباط استخبارات عرب الشهر الماضي في تنفيذ مخطط كبير يهدف الى تهجير السكان من القبائل الافريقية وإحلال قبائل عربية مكانهم". وقال: "تعرفنا الى هويات العناصر الاستخباراتية العربية وسنجري حوارات مع دولهم لمعرفة ما إذا كان تورطهم بعلم دولهم، او ما إذا كان هؤلاء الضباط مرتزقة يعملون في تنظيمات ارهابية واصولية". مؤكداً "وجود قواعد للحركة الاسلامية المصرية وعناصر تابعة لتنظيم القاعدة في منطقة مستريحة قرب كيكابيه في شمال دارفور". الى ذلك اكد مناوي "مشروع الخرطوم في نقل مئات من عناصر الجنجاويد من دارفور الى العاصمة تحت مظلة الشرطة لتدريبهم على عمليات فدائية وتفجيرات وأعمال الطوارئ لحماية العاصمة من تفجيرات محتملة" ولرفع حال التأهب الى اقصى درجاتها لمواجهة اي تدخل عسكري دولي محتمل". من جهة اخرى، خصص مجلس الشيوخ الاميركي 75 مليون دولار مساعدة طارئة لتمويل جهود نشر قوات الاتحاد الافريقي في السودان لاقرار السلام والامن. ووافق المجلس بناء على طلب الرئيس جورج بوش لهذه الاموال على تعديل لمشروع قانون تمويل برامج المساعدات الخارجية الاميركية للعام 2005، وأقر المجلس بسهولة قانون المساعدات الخارجية وتبلغ قيمتها 19.5 بليون دولار. وقال السناتور الديموقراطي جون كورزاين: "نريد ان نبذل كل ما في وسعنا لاعادة الامن لسكان دارفور". ويسعى الاتحاد الافريقي لنشر 5000 جندي في دارفور، وتأمل نيجيريا، التي ترأس الاتحاد، بالحصول على مساهمات من الدول تصل الى 200 مليون دولار او المساعدة في نفقات النقل والامداد. وأعلن بول مارتن رئيس الوزراء الكندي الاثنين ان بلاده ستساهم بما يصل الى 16 مليون دولار.