يتوقع كثير من المحللين أن تؤدي الانتخابات التشريعية التي تجرى في كازاخستان اليوم، في نهاية المطاف، الى تولي داريغا نزارباييف ابنة رئيس الجمهورية نور سلطان نزارباييف مقاليد الحكم في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالنفط. وفي الوقت نفسه، فان من غير المتوقع ان يكون للانتخابات لشغل المقاعد ال77 في مجلس النواب وقع فوري على امور الحياة اليومية، حيث ندر ان تقاطعت قرارات المجلس التشريعي مع سلطة الرئيس المستبد لهذه الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى. لكن بعض المراقبين يشيرون الى ان مشاركة حزب "اسار" الذي يعني "معاً"، وهو الحزب الذي اسسته داريغا نزارباييف العام الماضي، اضافة الى حزب ابيها "اوتان" الذي يعني "الوطن" في الانتخابات يشير الى وجود توترات بين افراد العائلة الحاكمة حول المستقبل السياسي للبلاد. ويقول محلل سياسي غربي إن نشوء حزب "اسار" يظهر "وجود صراعات في صفوف النخبة والعائلة. لا اعتقد ان داريغا تريد ان يصبح اي شخص رئيساً قبلها". ويشير مراقبون اجانب الى ان استقرار كازاخستان، وهي بلد غني بالنفط مرشح في نظر الغرب ليصبح بديلاً عن مصادر نفط الشرق الاوسط، يعتمد على انشاء نظام سلس لنقل السلطة. ويقول ديبلوماسي غربي إنه "تتعين تسوية مشكلة انتقال السلطة، وحتى يتقرر ذلك، سيبقى هناك دوماً خطر حدوث صراع على السلطة". يذكر أن نزارباييف 64 عاماً، وهو عامل سابق في مصانع الفولاذ، كان آخر رئيس لكازاخستان عندما كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي قبل انهياره. وبقي في السلطة من خلال اعادة انتخابه في سلسلة عمليات انتخابية واستفتاءات شعبية انتقدها الغرب بسبب عيوب شابتها. وسبق لنزارباييف ان اعلن انه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية التي تجرى في 2006. غير انه لم يشر الى ما اذا كان يرى في ابنته، وهي مغنية اوبرا وصاحبة مؤسسة اعلامية، الرئيس المقبل للجمهورية. وفيما تعلن داريغا ولاءها للرئيس، تنتقد الفساد الرسمي بما في ذلك في حزب والدها "اوتان". وهي قالت في حديث نشرته مجلة "كارافان" هذا الاسبوع إن "مهمتنا هي اشراك العامة ... يتعين علينا استشارة الاطباء حول مستقبل النظام الصحي، والعلماء والمعلمين والاساتذة، كما يجب علينا ان نسأل المتقاعدين كيف يتدبرون امورهم". لكن بعضهم يتخوف من نفوذ زوج داريغا، راخات علييف، الذي كان مسؤولاً سابقاً في اللجنة الامنية الوطنية قبل ان يختلف مع نزارباييف في 2001. وعشية الانتخابات التشريعية اليوم، عبرت بعثة مراقبة من منظمة الامن والتعاون في اوروبا عن تحفظاتها وقلقها خصوصاً ازاء ادخال نظام الكتروني للاقتراع، لم تجر تجربته في شكل كافٍ، لاستخدامه لنحو 30 في المئة من الناخبين. كذلك شكل الوصول غير الكافي لوسائل الاعلام بالنسبة الى الاحزاب الاخرى غير "اسار" و"اوتان" مصدر قلق لبعثة المراقبة الاوروبية.