ضرب الإعصار إيفان المناطق الواقعة على ساحل خليج المكسيك الأميركي، من لويزيانا إلى فلوريدا أمس، متسبباً في وقوع سبعة قتلى على الأقل وتاركاً عشرات الآلاف من السكان بلا كهرباء، فيما تسببت رياحه العاتية في ارتفاع الأمواج، مطيحةً المنازل الموجودة على الشواطئ، ووصلت مياهها الى مسافات بعيدة عن الساحل. وحتى قبل وصول العاصفة الى الشاطئ، شعر الناس بآثار هذا الإعصار في مناطق ساحلية تمتد 400 كيلومتر، من مدينة ماردي غراس في نيو أورليانز الى مناطق في فلوريدا، عندما هبت رياح قوية وهطلت أمطار غزيرة تسببت في سقوط الأشجار وقطع التيار الكهربائي عن عشرات الآلاف. وقالت كوليت بويم الناطقة باسم إدارة الطوارئ في منطقة بولدوين على الجانب الشرقي من خليج موبيل في ألاباما: "تهب علينا رياح أعاصير عاتية وهي لا تزال تستجمع قواها. لدينا تقارير عن ارتفاع المد وسقوط الأشجار وانهيار الأسقف". وقالت كاثرين ماكنوت الناطقة باسم منطقة كوندادو باي في شمال غربي الولاياتالمتحدة، إن "وفاة مؤكدة سجلت في بنما سيتي بيتش وأخرى في ساندي كريك". وذكرت شبكة تلفزيونية محلية إن الشخصين لقيا مصرعهما من جراء الزوابع الناجمة عن الرياح التي ترافق الإعصار إيفان. وقالت سيدة من موبيل في ألاباما :"لم نشهد إعصاراً كهذا منذ 25 عاماً". وفي مرفأ ألاباما، غمرت المياه بعض الشوارع فيما سجل ارتفاع كبير في امواج البحر. ووصل الاعصار الى المناطق القريبة من حدود ولايتي لويزيانا والميسيسيبي، بعد اجتياحه منطقة الكاريبي حيث تسبب في قتل 68 شخصاً على الأقل والحق أضراراً واسعة النطاق في غرانادا وجامايكا وجزر كايمان. وتوقع خبراء الأرصاد ان يكون مركز الاعصار قرب الحدود بين ولايتي ميسيسيبي وألاباما. وتضم أقرب المدن كلاً من باسكاغولا في الميسيسيبي وموبيل في ألاباما. وأفادت الشرطة أن الأمواج العالية والأمطار الغزيرة والرياح الشديدة لم تكن الخطر الوحيد، إذ قتل شخصان في شمال غربي فلوريدا، عندما دمرت العاصفة ما يصل الى 70 مبنى من بينها مركز إطفاء. وأجبر إعصار إيفان عشرات الآلاف من السكان على الفرار من نيو أورليانز الأربعاء. وكانت آخر مرة تعرضت فيها نيو أورليانز لإعصار مباشر عام 1965 حين اجتاح الإعصار بيتسي المدينة برياح بلغت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة، فأغرق أجزاء من المدينة تحت أمتار عدة من المياه وأسفر عن سقوط 76 قتيلاً. واكتظت الطرق بالنازحين الى الأراضي المرتفعة عبر ولايات لويزيانا والميسيسيبي وألاباما وفلوريدا. وحضت السلطات ملايين الناس على امتداد ساحل خليج المكسيك الذي يبلغ طوله 650 كيلومتراً، على النزوح، في حين بلغت سرعة الرياح 217 كيلومتراً في الساعة. وتدفق السكان نازحين من موبيل وهي مدينة يقطنها 200 ألف نسمة ببطء بسبب الازدحام المروري في طريقهم الى الشمال الى مدينة ممفيس في ولاية تينيسي. ونقلت شركات النفط آلاف العمال من منصات الحفر البحرية الواقعة قبالة الساحل. وأغلقت بعض مصافي التكرير ومنصات الحفر في الخليج الذي يعد مصدر نحو ربع إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط والغاز. وتسبب الإعصار إيفان في ارتفاع أسعار النفط بأكثر من خمسين سنتاً للبرميل. وأوقفت صادرات الحبوب الأميركية عبر الخليج وقال تجار إن الشحنات قد تتوقف لخمسة أيام.