وصل إعصار "إيفان" الأعنف من نوعه في الكاريبي منذ 16 عاماً، الى ابواب كوبا امس، حاملاً معه رياحاً بلغت سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة، اقتلعت الاشجار وأعمدة الكهرباء وسقوف المنازل، في عدد من الجزر التي اجتاحها منذ اواخر الاسبوع الماضي. واتخذت في كوبا التي لم تشهد اعصاراً مماثلاً منذ وصول الزعيم فيدل كاسترو الى السلطة عام 1959، اجراءات غير مسبوقة شملت اجلاء نحو مليوني شخص عن منازلهم وتأمين ملاجئ لهم في الشبكة العسكرية تحت الارض، اضافة الى وقف حركة السكة الحديد واغلاق الجسور. ومن بين الذين تم إجلاؤهم، 7186 سائحاً، يقضون إجازتهم في مناطق بينار دل ريو وهافانا ومتانزا حيث يقع "فاراديرو" أهم منتجع سياحي للأجانب في كوبا. وجاء ذلك بعدما تسبب الاعصار وهو الثالث في الكاريبي منذ شهر والذي اطلقت عليه تسمية "ايفان الرهيب"، في مقتل ما يزيد على 62 شخصاً وتشريد مئات الآلاف، وذلك اثناء اجتياحه غرانادا وفنزويلا وجمهورية الدومينيكان وجامايكا وتوباغو وجزر كايمان. وأعاد خبراء الأرصاد الجوية تصنيف الإعصار ايفان في الدرجة الخامسة على مقياس "سافير - سيمبسون" المؤلف من خمس درجات. وحذر المركز الأميركي لمراقبة الأعاصير في ميامي من أن ايفان "إعصار بالغ الخطورة"، وأن "أثره سيكون مدمراً". ولدى وصوله على بعد نحو 400 كيلومتر عن السواحل الكوبية، شعر سكان العاصمة هافانا بآثار "إيفان الرهيب"، اذ هبت رياح غير عادية شديدة ومتواصلة تخللتها هبات عنيفة من المطر، فيما تلبدت السماء بغيوم كثيفة سبقت الإعصار الذي بلغ قطر مركزه اكثر من 500 كيلومتر. ويتوقع أن يتحرك الإعصار ببطء من كوبا باتجاه الشمال الغربي، ليضرب غداً، سواحل جنوب شرقي الولاياتالمتحدة، من لويزيانا الى فلوريدا حيث لا يزال 370 ألف شخص محرومين من التيار الكهربائي بعد مرور الاعصار "فرانسيس" هناك الاسبوع الماضي.