كتب محمد نور الحسن في صحيفة ديم أرب، البجاوية المحلية، يقول عن الأمير عثمان دقنة انه "مصاص دماء". ويضيف محمد نور: وهو الى ذلك تاجر رقيق، أما الرئيس عمر البشير فيتباهى في خطبه بأن حكمه هو امتداد طبيعي لعهد وسلطة الدولة المهدية. فاذا تمعنا قليلاً توصلنا لنتيجة منطقية ومقنعة حول كراهية محمد نور الحسن لنظام "الانقاذ". ومحمد نور الحسن هو الوحيد من طليعة ديم أرب الذي تجرأ، وهمس لمن حوله برفضه قيام نظام الدولة الدينية على ايام ديكتاتورية مايو. ومحمد نور قال يومها في نبرة هادئة واثقة: "انا ليبرالي ... ينحاز بجانب منطق العلم القائم على المعرفة والوثوق في الحقائق العلمية المجردة التي لا تتنافى مع جوهر الاسلام". ومحمد نور، في احاديثه، يركز على خطورة أمية المتعلمين من ابناء ديم أرب، من الذين استوزروا او يتصدرون قيادة العمل السياسي والاجتماعي. وديم أرب يتمتع بمواطنة اصحاب كفاءات عالية في مجال علوم اللغة والأدب والتاريخ، وتجربة افراد يلتزمون منهج اثبات هوية الذات روحاً وفكراً. ونحن نواصل تمكين مشروعنا النهضوي الثقافي والسياسي الخاص بديم أرب. وحكومة "الانقاذ" وهي حكومة "ابارتيد" تمييز عنصري السودان اعلنت، او عدت العدة لانجاح فكرة "الخرطوم عاصمة الثقافة العربية لعام 2005". وصدام حسين، خلال حكمه الممتد ثلاثة عقود، اعتمد بغداد عاصمة للثقافة العربية. وكان صدام ينفق على مهرجان المربد، وغيره من المظاهر الخادعة، ملايين الدولارات يقدمها رشوة وهبات للأدباء والمثقفين العرب الذين دأبوا يهرولون الى موائده بشهية مفتوحة، وينهبون اموال العراقيين المحرومين من اموالهم والمنكوبين بصدام. ويصف دكتور عبدالله الطيب اجواء مهرجان المربد، فيقول ما معناه: الشاعر السوداني محمد الفيتوري انقذ مركب مهرجان المربد الذي كاد ان يغرق، لأن الشاعر الفيتوري كان وحده بين الحضور يكتب شعراً عربياً صحيحاً، ووحده قرأ قصائده من دون خطأ. وفي ارشيف الكتابات ذات الطابع الادبي الثقافي، وأرشيف الاعلام الرياضي، ما يغنيك عن الكلام الذي جاءت به قريحة عشاق المصير المشترك، وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. وحكومة الانقاذ عندما تتمسك بالخرطوم عاصمة الثقافة العربية، فانما تهدف الى مواصلة تحدياتها وشعاراتها، وتثبت للعالم ان حليفها وحبيبها وقرة عينها صدام حسين لا يزال يقبع داخل القلب، وسوف يبقى كذلك للأبد. وهذا الموقف الملتزم الجاد من حكومة يستدعي ان نجابهه، نحن البيجا، بموقف يختلف جوهراً وشكلاً، ونجاري به موقف الحكومة باللجوء للوسائل السلمية الديموقراطية المشروعة. فنرسل وفد نوايا حسنة الى العراق يصحح الصورة المشوهة والقبيحة عن السودان. واننا، في ديم أرب، لو قمنا بانجاح هذه الفكرة نكون قد ضمنا لأنفسنا رصيداً من الاصدقاء والمتعاطفين معنا في المحيط الاقليمي من حولنا، وهذا هو المكسب الاهم. البجاوي آدم أركاب من الحركة الشعبية لتحرير السودان