هددت جماعة "كتائب الاسلامبولي" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيكون "الهدف التالي لعملياتها". وتعهد بيان نسب اليها ب"تحويل حياة الروس الى جحيم ما لم تتوقف اراقة الدماء في الشيشان". ومع تواصل التحقيقات في كارثة مدرسة بيسلان جنوبروسيا، اعلنت الحكومة الكازاخية حال استنفار، في ظل معلومات روسية عن قيام الارهابيين باستخدام اراضيها ممراً لتنفيذ عملياتهم. وتركزت الانظار مجدداً على جماعة "الاسلامبولي" المتطرفة التي اعلنت مسؤوليتها في السابق عن اعتداءات ارهابية عدة في روسيا، كان ابرزها تفجير طائرتي "توبوليف" نهاية آب اغسطس الماضي. ودعا بيان الجماعة الذي نشرته مواقع الكترونية امس، مسلمي روسيا الى "اشعال حرب لا هوادة فيها على الكفار الروس". وقال انه بعد "الضربات الناجحة التي وجهت الى روسيا في سمائها وفي عاصمتها اشارة الى تفجير محطة مترو أنفاق موسكو قبل ايام، فإن الهدف المقبل هو رئيس دولة الكفار". "الجنرال" المختفي الى ذلك ظهر تقدم جديد في التحقيقات في الاعتداء على مدرسة بيسلان، اذ كشفت تفاصيل عن شخصية قائد العملية المعروف باسم "الجنرال". واتضح انه انغوشي القومية واسمه الحقيقي رسلان خوتشباروف، وكان شارك في عمليات داخل الشيشان وفي انغوشيتيا المجاورة. واللافت ان الرجل مطلوب منذ وقت طويل للاجهزة القضائية لجرائم قتل لا علاقة لها بالمسألة الشيشانية. لكن المعلومات المتوافرة عنه تؤكد انه كان خلال الفترة الاخيرة من اشد المقربين الى زعيم الحرب شامل باسايف وكلفه الاخير قيادة عدد من اهم عمليات الانفصاليين. وتفيد شهادات الرهائن السابقين ان "الجنرال" كان اشد رجال المجموعة الخاطفة قسوة وهو "دموي وعدائي جداً" بحسب وصف الاجهزة الامنية. كما قام بنفسه باطلاق النار على عدد من الرهائن. وأدى التعرف الى شخصية قائد العملية الى اثبات علاقة باسايف باعتداء المدرسة، لكن المثير ان الجهات المختصة لم تعثر على جثة "الجنرال" بين الارهابيين الذين قتلوا خلال هجوم المدرسة، ما يؤكد انه تمكن من الفرار مع عدد لم يحدد بعد من المجموعة الارهابية. في السياق ذاته، ذكرت جهات التحقيق ان عملية التعرف الى جثث الارهابيين دلت الى وجود شيشانيين وأنغوشيين وأوسيتيين بينهم، في حين لم توضح المصادر مدى صحة معطيات ذكرت بعد الكارثة مباشرة، ان بين الارهابيين الذين قدر عددهم الاجمالي بزهاء اربعين شخصاً، عشرة مواطنين عرب. اين العرب؟ ولم تنجح محاولات وسائل اعلام عربية في الحصول على تفاصيل حول شخصيات الارهابيين العرب، في حين ابلغ مصدر روسي "الحياة" باعتقاده ان التصريحات الاولى فور انتهاء العملية اعتمدت على "ملامح الارهابيين من دون ان يكون لها ما يسندها". ورجح المصدر ان تكون الجهات المختصة سعت الى تجنب الاحراج الذي سببه الاعلان المسبق عن مشاركة ارهابيين عرب في الاعتداء، ما يفسر صمتها الحالي وانتظارها ظهور نتائج التحقيقات في شكل كامل. في غضون ذلك، قال رئيس لجنة الامن القومي في كازاخستان فلاديمير بوجكو ان حال استنفار اعلنت، في حين بدأت الاجهزة المختصة بالتدقيق في صحة المعلومات الروسية عن هجمات محتملة في الاراضي الكازاخية. وكانت موسكو اعلنت قبل ذلك ان المجموعة التي هاجمت مدرسة بيسلان ضمت مواطناً كازاخياً واحداً على الاقل. وأضافت ان اراضي هذه الجمهورية التي تقع في آسيا الوسطى وكذلك جارتها اوزبكستان، اصبحتا معبرين آمنين للارهابيين الذين يستهدفون روسيا.