استعدّ استاد ويمبلي اللندني لاستضافة دورة عام 1948 وشعارُها التقشف" إذ تحوّلت أقسام من العاصمة البريطانية إلى حُطام من جرّاء القصف الألماني في الحرب العالمية الثانية. وكانت الهولندية فاني بلانكرز كوين شاركت في دورة برلين، وجاءت إلى لندن وقد بلغت سن ال30 وأصبحت أماً، ولكنها تمكنت من التدريب بانتظام وحافظت على لياقتها وحضرت للمنافسة وفي جعبتها سبعة أرقام قياسية. وفازت بلانكرز كوين بذهبيات 100م و200م والبدل 4 مرات و80 م حواجز، وكان يمكن أن تفوز بمنافسات الوثب الطويل لو لم ينصحها زوجها بالانسحاب. أما عازفة البيانو الفرنسية ميشال أوسترماير فحققت مفاجأة أخرى تمثلت بفوزها في رمي القرص ودفع الجلة وببرونزية الوثب العالي... وفازت الأميركية بوب ماثياس 17 عاماً بمنافسات الخماسي. وظهر الاتحاد السوفياتي للمرة الأولى في الألعاب في دورة هلسنكي 1952، وأقام في قرية أولمبية يحيط بها حرس مسلح وأسلاك شائكة. وتدرّب التشيخي إميل زاتوبيك بجدّ وقوة وعانى منافسوه من سطوته" إذ حقق الفوز في منافسات خمسة وعشرة آلاف متر والماراثون. وبدأت أستراليا عقداً من النجاحات الرياضية. وصل وفد الاتحاد السوفياتي بكامل قوته عام 1956 إلى ملبورن للمشاركة في أول دورة تجرى جنوب خط الاستواء باستثناء بطولات الفروسية التي أقيمت في استوكهولم، بسبب قواعد الحجر الصحي الصارمة المطبقة في أستراليا. وحقق العداء فلاديمير كوتس، وهو بحار من أوكرانيا، انتصارين من دون شفقة في سباقي خمسة آلاف وعشرة آلاف متر ليحرز اثنتين من 37 ميدالية ذهبية حصل عليها الاتحاد السوفياتي، الذي حصد 98 ميدالية في مقابل 74 للولايات المتحدة. أما حوض السباحة فشهد إحدى معارك الحرب الباردة كامتداد لإراقة الدماء في بودابست حين أخمدت الدبابات السوفياتية ثورة مجرية لم تستمر طويلاً. وامتزجت الدماء بمياه الحوض خلال مباراة المجر والاتحاد السوفياتي ضمن الدور نصف النهائي لمسابقة كرة الماء، إذ تبادل اللاعبون اللكمات فوق سطح المياه والركلات أسفله. وفي نهاية المطاف فازت المجر 4-صفر ومضت قدماً لتنتزع الميدالية الذهبية. وتألقت أستراليا في سباقات السباحة لتفوز بثماني ذهبيات وأربع فضيات وبرونزيتين، فيما جمعت بيتي كوثبرت التي كانت تبلغ من العمر حينذاك 18 عاماً، بين سباقي 100م و200م جرياً للدولة المضيفة. ونظمت "المدينة الخالدة" دورة أولمبية أنيقة وسط الخلفية الكلاسيكية لروما القديمة عام 1960. وفازت العداءة الأميركية ويلما رودولف بثلاث ذهبيات، وسجل الأسترالي هيرب إليوت رقماً عالمياً في سباق 1500م ليفوز بفارق قياسي بلغ 8،2 ثانية. وركض أبيبي بيكيلا حافي القدمين ليفوز بالماراثون ويصبح أول الأبطال الإثيوبيين في الدورات الأولمبية. وفاز الأميركي ريفر جونسون بالمسابقة العشارية متقدماً على التايواني تشوان كوانغ يانغ. وأحرز السويدي ألفستروم رابع ميدالية ذهبية على التوالي في المراكب الشراعية. وأحرز ولي العهد اليوناني الأمير قسطنطين سباق يخوت. وفاز فتى أميركي يدعى كاسيوس كلاي بوزن خفيف الثقيل في الملاكمة، ثم انطلق ليحقق شهرة واسعة تحت اسم محمد علي بعد اعتناقه الإسلام. وفي اختتام هذه الدورة التي لا تنسى، تباهى الاتحاد السوفياتي بتفوق نظامه بعد أن حصد 103 ميداليات في مقابل 71 ميدالية للولايات المتحدة. القوة الاقتصادية وأنفقت اليابان ثلاثة بلايين دولار، وهو ستة أمثال ما أنفقته أي دولة مضيفة أخرى سبقتها إلى استضافة هذا الحدث عام 1964، في أول دورة أولمبية تقام في آسيا التي نجحت بتفوق في تحقيق هدف طوكيو الأساسي بتجديد المدينة التي ألحقت الحرب بها الخراب. وحققت السبّاحة الأسترالية دون فريزر ثالث ذهبية على التوالي في سباق 100م حرة. وأصبح الأميركي دون شولاندر أول سبّاح يفوز بأربع ذهبيات. وحصلت لاعبة الجمباز السوفياتية لاريسا لاتينينا على ذهبيتين وفضيتين وبرونزيتين ليبلغ حصاد مسيرتها الرياضية 18 ميدالية. وكان العدّاء الأميركي بوب هايز رائعاً في نهائي 100م، وعادل الرقم العالمي البالغ عشر ثوان. وفاز النيوزيلاندي بيتر سنيل بسباقي 800م و1500م. أما الأميركي ذو الأصول الهندية بيلي ميلز فظهر فجأة ليفوز بسباق 10 آلاف متر متقدماً على الأسترالي رون كلارك صاحب الرقم العالمي. في العام الذي شهد ثورة الطلاب تدخلت السياسة في دورة مكسيكو 1968 تدخلاً مباشراً، فقد أحنى الأميركيان تومي سميث الفائز بسباق 200م وجون كارلوس ثالث الترتيب رأسيهما ورفعا قبضتيهما، وارتديا فيهما قفازين أسودين في تحية ل"القوة السوداء" أثناء عزف النشيد ورفع علم الولاياتالمتحدة. وطردا لاحقاً من القرية الأولمبية وأعيدا إلى بلادهما، فيما اعتبر حتى في ذلك الوقت رد فعل مبالغاً فيه من جانب اللجنة الأولمبية الدولية. وفاز الأميركي جيم هاينز بسباق 100م، بينما فاز لي إيفانز بسباق 400م والبريطاني ديفيد هيمري في ال400م حواجز. وحقق بوب بيمون "قفزة أسطورية" في الوثب الطويل، بلغت 90،8م وتجاوزت قدرة القياس داخل الملعب. واعتمد المسؤولون أن هذا الرقم الذي لم يستطع أحد تحطيمه لمدة 23 عاماً. وقاسوا طول الوثبة باستخدام شريط قياس يستخدمه العاملون في مجال مساحة المباني. وفاز الأميركي آل أويرتر برابع لقب له على التوالي في رمي القرص، أما مواطنه ديك فوسبيري فاستعرض تقنيته الجديدة التي مثلت تغييراً جذرياً في الوثب العالي إذ تجاوز العارضة بظهره، وهو الأسلوب الاستثنائي الذي أضحى قاعدة.