قرر وزراء الخارجية العرب في اجماعهم الطارئ أمس في القاهرة، مساعدة الحكومة السودانية لتنفيذ اتفاقها مع الاممالمتحدة لحل ازمة دارفور في الفترة الزمنية التي حددها الاتفاق بثلاثة شهور. وأعلن الوزراء، بحسب مشروع قرار وزعته وكالة "فرانس برس"، رفضهم "أي تلويح بتدخل عسكري قسري في الاقليم". وأقر مجلس الوزراء السوداني أمس "خريطة الطريق" التي توصلت اليها الحكومة والأمم المتحدة لمعالجة الأوضاع الأمنية والانسانية، والتي ستسري عقب التوقيع عليها اليوم، فيما اتهم وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل اسرائيل بدعم متمردي دارفور الذين أعلنوا أمس شروطاً جديدة لاستئناف المفاوضات مع الحكومة. راجع ص 6 وكان الاجتماع الطارئ للمجلس الوزاري العربي بدأ اعماله بناء على طلب السودان للبحث في ازمة دارفور، برئاسة المغرب وحضور الأمين العام للجامعة عمرو موسى ورئيس المفوضية الافريقية ألفا عمر كوناري والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جان برونك ووزير الدولة النيجيري أبو بكر تانكو. واعلن الوزراء في مشروع القرار "ندعو المجتمع الدولي الى اتاحة الاطار الزمني المناسب للحكومة السودانية حتى تتمكن من تنفيذ تعهداتها والتزاماتها" امام الاممالمتحدة من أجل حل الأزمة. ويدعو مشروع القرار المجتمع الدولي الى "رفض اي تلويح بتدخل عسكري قسري في الاقليم دارفور وتقديم الدعم اللازم لعودة اللاجئين والنازحين الى مساكنهم بعيدا عن اي ضغوط او محاولات لفرض عقوبات" على السودان. كما يدعو الدول العربية "الى تقديم الدعم ... الكامل لجهود الاتحاد الافريقي في قيادة الجهود الرامية لحل الازمة في دارفور" ويطلب خصوصا، من الدول العربية "الاعضاء في الاتحاد الافريقي المشاركة بفاعلية في فريق مراقبي وقف النار وقوات حمايته". ويؤكد النص ان الجامعة العربية مستعدة "للمشاركة في جهود الوساطة التي تتم تحت راية الاتحاد الافريقي بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد" ويطلب من الدول والهيئات المانحة العربية والعالمية المساهمة في تمويل الحاجات الانسانية للمنكوبين في دارفور. الى ذلك، اتهم الوزير اسماعيل اسرائيل بالتدخل في ازمة دارفور، وقال "إن السفير الاسرائيلي في الاممالمتحدة عندما تحدث خلال عرض الجمعية العامة للامم المتحدة قرار محكمة العدل الدولية عن الجدار العازل، كانت اول فقرة في خطابه عن دارفور وما يقوم به العرب من فظاعات هناك محاولا تحميل المسؤولية للعرب"، مشيراً الى أن المنظمات اليهودية في الغرب عممت البيان على كل الجاليات اليهودية وذكرت ان قضية دارفور تعتبر قضية الجاليات الموجودة في الغرب. من جهة اخرى، اتهمت السلطات السودانية الحكومة الاريترية بتعزيز قواتها على حدودها المتاخمة لشرق السودان ودعم تنظيمات "الاسود الحرة" و"مؤتمر البجا" و"متمردي دارفور" للهجوم على مرافق استراتيجية وتفجير انابيب النفط. واعلن حاكم ولاية كسلا الفريق فاروق حسن محمد نور امس ان اسمرا أمرت قواتها بالتمركز في منطة قلسا "ضمن مخطط يستهدف تصعيد العمليات العسكرية في شرق البلاد". وأضاف ان الاجهزة الأمنية رفعت درجة استعدادها واعلنت التعبئة استعداداً لصد أي هجوم محتمل على الحدود الشرقية.