أعلنت مصادر في إدارة معبر رفح البري ان السلطات الاسرائيلية ستعيد افتتاح الميناء أمام حركة المسافرين والعابرين من الفلسطينيين اعتباراً من الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الجمعة ولمدة ثماني ساعات يومياً. وقالت المصادران الجانب الاسرائيلي ابلغ الإدارة المصرية في معبر رفح بذلك. وقامت إدارة المعبر بإعداد قوائم بأسماء الفلسطينيين الموجودين والذين تم تسجيلهم بأسبقية الوصول إلى الميناء لتنظيم عملية دخولهم الى مناطق الحكم الذاتي. ويذكر أنه يوجد حوالي 1500 فلسطيني داخل الميناء تقطعت بهم السبل بسبب الممارسات الاسرائيلية لمنع دخولهم للمناطق الفلسطينية بالإضافة الى اكثر من ألفي فلسطيني آخرين يقيمون في الفنادق أو مع ذويهم. وكانت الأوضاع الصحية والمعيشية لأكثر من 2500 فلسطيني، عالقين في الجانب المصري من معبر رفح الحدودي الذي أغلقته القوات الإسرائيلية منتصف الشهر الماضي في وجوههم ازدادت خطورة. وتعرضت ثلاث سيدات للإجهاض ورفضت إسرائيل إدخال جثة امرأة أخرى لدفنها في الأراضي الفلسطينية، في ما يواجه العديد من الفلسطينيين مشكلات إدارية وإجرائية مع انتهاء عطلات عملهم السنوية وانقضاء مهلة تسجيل ابنائهم لدى السلطة الفلسطينية، ما قد يؤدي إلى اعتبارهم نازحين. ودعت تلك التطورات مصر إلى استدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه ضرورة فتح المعبر وإنهاء الأزمة. وتوالت زيارات ممثلي المنظمات الدولية والإغاثية على ميناء رفح وزاره وفد من منظمات الأممالمتحدة العاملة في مصر، للوقوف على الأوضاع هناك وتحديد المعونات والمساعدات العاجلة المطلوبة، وقرر إرسال مواد غذائية جافة وبعض أدوية الطوارئ لتوزيعها على الفلسطينيين هناك. وأعرب الوفد عن مخاوفه من تدهور أوضاعهم الصحية والمعيشية "بسبب طول مدة الإغلاق ومعاناتهم مع سلطات الاحتلال". كما أرسلت السفارة الاميركية في القاهرة وفداً من موظفيها إلى المعبر الحدودي للاطلاع على أوضاع الفلسطينيين وناقش الوفد معهم أوضاعهم المتدهورة. وأكد الوفد أنه سيعد تقريراً يتضمن أهم مطالب ومشكلات الفلسطينيين العالقين، كي يرفعه السفير الاميركي ف1ي القاهرة إلى الإدارة الاميركية في واشنطن. وفي القاهرة أكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى ل"الحياة" أن السلطة الفلسطينية تبذل قصارى جهدها من أجل إنهاء الأزمة. وأضاف أنها وجهت نداءات عاجلة إلى اللجنة الرباعية والمنظمات الدولية لتسريع فتح المعبر ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين. وقال المصدر إن التنسيق مع الحكومة المصرية والهلال الأحمر المصري مستمر لتوفير المساعدات والمعونات الغذائية واحتياجات الفلسطينيين المعيشية، مؤكداً استمرار تقديم هذه المساعدات حتى نهاية الأزمة. وأشار إلى تشكيل لجنة لحصر أصحاب الحالات الصعبة بين العالقين وتوفير إعانات مادية وعينية عاجلة لهم، وتغطية نفقاتهم طوال فترة بقائهم في معبر رفح وإعفائهم من رسوم المغادرة. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط استدعى السفير الاسرائيلي في القاهرة وأبلغه ضرورة أن تراعي إسرائيل مسؤوليتها تجاه الأزمة. وقال إن بلاده على اتصال مباشر مع الجانب الإسرائيلي عن طريق السفارة. وأضاف أنه بعث برسالة عاجلة إلى الامين العام للأمم المتحدة طالبه فيها بالتدخل السريع للعمل على إنهاء الوضع المأسوي في منفذ رفح. ونقلت وزارة الخارجية المصرية رسالة مماثلة إلى المفوضية الأوروبية في بروكسيل التي أبدت اهتمامها واستعدادها للتحرك لدى الجانب الإسرائيلي من أجل مواجهة الأزمة. وأضاف أبو الغيط إنه أبلغ مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن بضرورة "التدخل لحماية مصالح الفلسطينيين لأن الأمر يتطور بشكل سريع وخطير". وجالت "الحياة" في المنطقة المحتجز فيها الفلسطينيون عند المعبر حيث تساءلت إحدى المحتجزات وتدعى أزهار عبدالقادر: "أين ضمير العالم تجاه ما يحدث للفلسطينيين؟". وتعاني عبدالقادر وضعاً مأسوياً، فهي حامل في شهرها السابع وتعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري، إضافة إلى مرض طفلها الذي كان يعالج في القاهرة. وتشكو محتجزة أخرى وتدعى مها هندية من طول مدة إغلاق المعبر، ما أدى إلى انتهاء مدة إقامة الكثيرين في الدول التي يعملون بها. ويشير زكريا نصار إلى الوضع الخطير لعشرات الأطفال الفلسطينيين ممن بلغوا سن الخامسة من دون تسجيلهم لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ما يترتب عليه اعتبارهم نازحين، ولا يسمح لهم بالعودة إلى مناطق الحكم الذاتي بعد ذلك، مضيفاً أنه جاء خصيصاًَ من المملكة العربية السعودية لتسجيل ابنته، إلا أن إغلاق المعبر حال دون ذلك. ولا يختلف موقف نصار كثيراً عن موقف صابرة سليم التي جاءت من الأردن برفقة أطفالها التسعة لتسجيلهم في الأراضي الفلسطينية كي تتمكن من إلحاقهم بالمدارس. ويقول صلاح الدين شراب إن ابنته سامية 9 أعوام كانت تعالج في القاهرة من مرض الصرع الذي يتطلب اهتماماً خاصاً ورعاية مستمرة، ما أدى إلى تدهور حالتها. وأثار موقف السفير الفلسطيني في القاهرة سخط المحتجزين، إذ لم يقم بزيارتهم حتى الآن، وتساءل بعضهم عن دوره وسر غيابه. وتبذل اللجان الشعبية المصرية والنقابات المهنية جهداً كبيراً في تقديم المساعدات الغذائية والطبية للفلسطينيين ووضعت مديرية الصحة والسكان في محافظة شمال سيناء مؤسساتها الطبية في حال استعداد تام لاستقبال المرضى، كما دعمت الحجر الصحي في الميناء بعدد إضافي من الكوادر والمعدات الطبية. وتسابق قاطنو مناطق العريش ورفح والشيخ زويد في استضافة الفلسطينيين العالقين بعد قرار محافظ شمال سيناء السماح لهم بحرية الحركة والتنقل داخل المحافظة. الى ذلك، نقلت "رويترز" عن وكالة الانباء الفلسطينية امس ان السلطات الاسرائيلية رفضت ادخال جثمان فلسطينية توفيت في مصر من معبر رفح لدفنها في غزة مما اضطر أهلها لدفنها في رفح المصرية. ونقلت الوكالة عن صالح محمود لبد زوج المتوفية وهو من غزة قوله انه كان برفقة زوجته يسرى 52 عاماً خلال فترة علاجها بالعاصمة المصرية القاهرة حيث توفيت وقرر نقلها الى معبر رفح لإدخال جثمانها الى غزة لدفنها في مقابر الأسرة. وأضاف لبد: "رفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي السماح لي بإدخال جثمانها الى غزة مما اضطرنا الى دفنها بمقابر احدى الأسر في رفح المصرية".