ولد حسين بدر الدين الحوثي عام 1956 في قرية آل الصيفي بمنطقة حيدان التابعة لمحافظة صعدة 250 كيلومتراً شمال العاصمة صنعاء قبل نحو 6 سنوات من اندلاع الثورة اليمنية في 26 أيلول سبتمبر عام 1962 والتي قضت على النظام الإمامي الذي حكم اليمن امتداداً للدولة الزيدية لأكثر من 11 قرناً. وينتهي نسبه الى أسرة هاشمية، ويعتبر والده العلامة بدر الدين الحوثي أحد أبرز المرجعيات الشيعية للمذهب الزيدي في اليمن. التحق حسين الحوثي بمدارس التعليم السنية في محافظة صعدة المعاهد العلمية التي كانت حركة "الاخوان المسلمين" تديرها قبل أن تتحول الى حزب سياسي عام 1990 هو "التجمع اليمني للاصلاح". كما تلقى العلم على يد والده وعلماء المذهب الزيدي، وهذه من المفارقات اللافتة في شخصيته. وبعد اكمال الدراسة الثانوية التحق الحوثي بكلية الشريعة في جامعة صنعاء وحصل على إجازة في الشريعة والقانون. وفي عام 1992 قرر الانخراط في العمل السياسي كمؤسس لحزب "الحق" المعارض الذي شارك في تأسيسه علماء ومثقفون ورجال قبائل ينتمون للمذهب الزيدي. وكان الحوثي تعمق في دراسة أصول المذهب وعلومه الشرعية وتاريخه السياسي في اليمن. وساند الحزب الاشتراكي اليمني الشريك في الحكم آنذاك تأسيس "حزب الحق" في اطار حساباته السياسية وحرصه على ايجاد قوى سياسية ذات اتجاه ديني لمواجهة خصمه اللدود "التجمع اليمني للاصلاح" ذي الاتجاه الاسلامي والذي كان حليفاً لشريكه في الحكم المؤتمر الشعبي العام. وفي عام 1993 فاز بأحد مقعدين في مجلس النواب عن حزب "الحق" في محافظة صعدة وتراجع عن ترشيح نفسه في انتخابات عام 1997 لمصلحة شقيقه يحيى الحوثي عن "مؤتمر الشعب العام" الحاكم بعد مرور عام على استقالة حسين الحوثي ووالده بدر الدين والمئات من أنصارهما من حزب الحق بدعم غير مباشر من الحزب الحاكم. وبعدها تفرغ لإدارة نشاط منتدى "الشباب المؤمن" وقرر ايضاً الالتحاق بإحدى الجامعات السودانية لنيل رسالة الماجستير في علوم القرآن، وحصل عليها بتفوق غير أنه مزقها عام 2000 لقناعته بأن الشهادات الدراسية تعطيل للعقول. ويشهد له زملاؤه وأساتذته وأصدقاؤه بالذكاء والتفوق العلمي والتوسع في الدراسات الاسلامية والمذهبية، ويأخذون عليه تشدده لآرائه وأفكاره وتعصبه المذهبي. استقل عام 2000 بإدارة "الشباب المؤمن" التي كان يديرها مع مجموعة من المؤسسين في مقدمهم شقيقه محمد. ومنذ العام الماضي وبعد ازدهار نشاط "الشباب المؤمن" وتوسيع قاعدته بين أوساط الشباب من أبناء المذهب الزيدي في مختلف المدن، قام بتسيير التظاهرات وترديد الهتافات في المساجد التي تدعو بالموت لاسرائيل والموت لأميركا. وحدثت صدامات بين أنصاره ورجال الشرطة خلال الشهور الماضية واعتقلت أجهزة الأمن المئات من اتباعه، فيما رفض "الحوثي" الحوار مع الحكومة وقيادات الوسطاء للعدول عن تشدده المذهبي قبل اندلاع المواجهات في صعدة في 18 حزيران يونيو الماضي في جبال مران حيث تمركز الحوثي والمئات من أنصاره. ورفض الحوثي منذ بدء المواجهات مع القوات الحكومية 3 وساطات بادر الرئيس اليمني لارسالها بعد وقف اطلاق النار من جانب القوات الحكومية، غير أن "الحوثي" رفض أي وساطة تطالبه بتسليم نفسه للسلطات ووضع شروطاً تعجيزية للوسطاء.