تسلط الأنظار على منافسات ألعاب القوى التي فقدت الكثير من بريقها في الاعوام الاربعة الاخيرة بسبب ظاهرة المنشطات التي القت بظلالها بقوة. وتفجرت فضيحة المنشطات بعد بطولة العالم الاخيرة في باريس 2003 وشملت بالخصوص ألعاب القوى الاميركية التي فقدت الشىء الكثير من بريقها وستحرم بالتالي من عدائين عدة كانوا سيمنحونها دون شك ذهبيات في أولمبياد أثينا لولا تورطهم في فضيحة "العصر". وكانت كيلي وايت، بطلة العالم في سباق 100م و200م في باريس، أول من ضبطت متنشطة ففقدت بالتالي لقبيها العالميين، مرورا بكريستي غاينز، وصيفة بطلة العالم في التتابع 4 مرات 100م، والفين هاريسون، فيما كانت توري ادواردز آخر من استبعدت للسبب ذاته وهي لا تزال تنتظر القرار الاخير للجنة الأولمبية الدولية. وبغياب ابرز العدائين الاميركيين في سباقات السرعة ستكون المنافسة مفتوحة على اللقب الأولمبي سواء لدى السيدات او لدى الرجال وان كان موريس غرين حامل اللقب حاضرا في أثينا. وأحرز غرين المركز الأول في تجارب انتقاء المنتخب الاميركي لكنه مني بثلاث هزائم في رحلته الاعدادية الاوروبية منها مرتان خلف الجامايكي اسافا باول، ومرة خلف البرتغالي فرانسيس اوبيكويلو. طموحات العرب والكروج وبيكيلي تعتبر ألعاب القوى المتنفس الوحيد للرياضيين العرب لإحراز الميداليات وحفظ ماء وجه مشاركتهم في الألعاب خصوصا في المسافات المتوسطة والطويلة. وسيكون أولمبياد أثينا فرصة اخيرة للعداء المغربي هشام الكروج، بطل العالم 4 مرات في سباق 1500م وحامل الرقم القياسي العالمي للمسافة ذاتها، لإحراز اللقب الأولمبي الذي ينقص سجل مسيرته المظفرة. وفشل الكروج في مناسبتين في احراز الذهب الأولمبي رغم انه كان في قمة مستواه، فسقط في أولمبياد اتلانتا قبل 400م من الخط النهائي، فيما حل ثانيا في أولمبياد سيدني خلف العداء الكيني نواه نغيني. ويواجه الكروج ضغوطا كبيرة قبل الألعاب الأولمبية كما أن مشاكله الصحية الحساسية زادت من متاعبه وكانت سببا رئيسيا بحسب قوله في حلوله ثامنا في لقاء روما، المرحلة الثانية من الدوري الذهبي، في 2 تموز يوليو الماضي. وكانت الخسارة الأولى للكروج في سباق 1500م منذ نهائي سيدني، والثالثة في مسيرته، وجعلته متخوفا من مشاركته في الأولمبياد حيث اكد انه لن يشارك في أثينا اذا لم ينزل تحت حاجز 3.30 د. واستعاد الكروج توازنه وأحرز المركز الأول في لقاءي لوزان السويسري وهوسدن تسولدر البلجيكي وحقق في الاخير أفضل توقيت هذا العام 3.29.18 د، لكنه عاد ليخسر مرة ثانية في لقاء زيوريخ خلف الكيني برنارد لاغات حامل برونزية سيدني، فحقق الاخير افضل توقيت هذا العام 3.27.40 وحسن الأول رقمه بدوره بتسجيله 3.27.64 د. وستكون المنافسة قوية دون تأكيد بين العداءين بالاضافة إلى الفرنسي المهدي باعلا، وصيف بطل العالم، والبحريني رشيد رمزي. وسيشارك الكروج في سباق 5 آلاف متر الذي حل فيه وصيفا لبطل العالم عام 2003، بيد أن فرصه في الفوز ضئيلة بوجود الاثيوبي الظاهرة كينينيسا بيكيلي الساعي إلى تحقيق ثنائية نادرة 5 آلاف م و10 آلاف م ليعادل انجاز مواطنه الاسطورة ميروتس ييفتر حامل الثنائية في أولمبياد موسكو عام 1980.