السباق المنتظر في ال100م في بطولة العالم ال13 لألعاب القوى المقامة في مدينة دايغو الكورية الجنوبية، منذ أن كرّس الجامايكي أوسابن بولت نفسه بطلاّ "خارقاً" في مونديال برلين عام 2009، ووجه من أجله "إنذارات" بالجملة والمفرّق لمنافسيه خصوصاً بعد الفارق الشاسع المريح الذي أظهره وعروضه الرائعة في التصفيات، جاء باهتاص جداً الأحد في دايغو إذ خيب "البرق الإعصار" الآمال بإرتكابه خطأ جسيماً بنظر كثر إذ تسرّع بالانطلاق قبل إذن آمر السباق ... وأقصي على الفور. فكانت الصدمة الكبيرة في الأمسية الكورية بعدما خارت قور الإثيوبي كينينسا بيكيلي العائد من إصابة فإنسحب من سباق ال10 الآف متر وو يكسب رهان إحرازه للمرة الخامسة توالياً. في المقابل، بات العداء الجامايكي يوان بلايك (21 سنة) ملك السرعة الجديد في العالم بفوزه بذهبية ال 100 م مسجلاً9.92 ثانية متقدماً على الأميركي والتر ديكس (الوحيد الذي بلغ النهائي) صاحب الفضية بزمن 10.08 ثانية على المخضرم كيم كولينز من سانت كيتس ونيفيس صاحب البرونزية وبطل العالم عام 2003 في باريس (10.09 ث)، الذي يخوض مونديال "أم الألعاب" للمرة التاسعة ويطمح بعاشرة بعد عامين في موسكو. وهو اللقب الأول لبلايك الذي إستفاد من إقصاء مواطنه وزميله في التدريب بولت حامل اللقبين العالمي والأولمبي والرقم القياسي العالمي. وكانت جميع المؤشرات ترشح بولت إلى الاحتفاظ باللقب العالمي للسباق الذي يحمل رقمه القياسي العالمي إضافة إلى إنسحاب أبرز منافسيه مواطنه آسافا باول والأميركيين تايسون غاي بسبب الإصابة وستيف مولينغز بسبب المنشطات. وكان بولت يأمل في الاحتفاظ بلقبيه في سباقي 100 م و200 م ليصبح أول عداء في التاريخ يحتفظ بالثنائية، بيد أن تسرّعه في الانطلاقة حرمه من ذلك ودفع بالتالي الثمن غالياً في سباق فرض سيطرته عليه منذ تتويجه باللقب الأولمبي عام 2008 في بكين، حيث لم ينهزم منذ ذلك الحين سوى مرتين أمام باول وغاي. وعلم بولت بخطئه قبل أن يشير اليه الحكام وخلع قميصه وراح يضرب رأسه تذمراً من الخطأ الفادح الذي إرتكبه، والذي كان حرم البريطاني دواين تشامبرز من خوض الدور نصف النهائي في وقت سابق الأحد. وترك بولت المضمار قبل يشهر الحكم بطاقة الإقصاء بوجهه، كما غادر الملعب من دون أن يدلي بأي تصريح. وشكل اقصاء بولت خيبة أمل كبيرة للجمهور الغفير الذي ملأ مدرجات ملعب "دايغو ستاديوم" آملاً مشاهدة السهم الجامايكي يكرر سطوته على غرار ما فعل في برلين قبل عامين، بيد أن الكلمة الأخيرة كانت لقانون الانطلاقة الخاطئة الذي عدله الاتحاد الدولي عام 2009 بعدما كان مسموحاً بانطلاقتين خاطئتين فحوله الى واحدة فقط. وكان بولت توج باللقبين العالميين في برلين برقمين قياسيين خرافيين (9.58 ثانية في ال 100 م و19.19 ثانية في 200 م)، بعدما ظفر باللقبين الاولمبيين للسباقين في دورة بكين عام 2008 مع رقمين قياسيين، علماً أنه توج في العرسين الاولمبي والعالمي بلقبي التتابع 4 مرات 100 م مع منتخب بلاده. وقال بلايك: "لا أجد الكلمات للتعبير عما حصل. بولت كان بجواري، شعرت أنني أريد البكاء"، مضيفاً "حافظت على برودة أعصابي وركزت على اللحاق بكولينز وشعرت أنه في إمكاني الفوز من أجل بولت". من جهته، قال ديكس صاحب الفضية فقال "انه سباق غريب، لكن أمر جيد ان نضع الولاياتالمتحدة الى منصة التتويج"، مضيفاً "بالنسبة لي كان السباق رهيباً وبأخطاء كثيرة وأعصاب مشدودة. لم أعتقد حقاً أنهم سيستبعدونه (بولت)". أما كولينز (35 سنة) فقال: "لقد كان سباقاً رهيباً لم أكن أتوقع أن يحدث هذا، لكن عندما يكون البطل خارج السباق فعليك الإستفادة من ذلك"، مضيفاً "ومع ذلك، وربما لو شارك معنا في السباق فإنني كنت أرغب في الحصول على ميدالية". وتابع "لا أعتقد أن قاعدة الإنطلاقة الخاطئة مرة واحدة جيدة، ولكن بما أن الاتحاد الدولي يرى أنها أمر جيد للتلفزيون فعلى الأرجح ستبقى". وكما يقول المثل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، استغل الجامايكي الواعد بلايك الموقف وتوج باللقب العالمي. ويملك بولت فرصة التعويض عندما يدافع عن لقبه في سباق 200 م إعتباراً من يوم الجمعة المقبل. ولم تكن حال بيكيلي أفضل من بولت واضطر إلى الإنسحاب من سباق ال 10 الاف م. وفرض بيكيلي بطل العالم في النسخ الأربع الأخيرة، نفسه نجماً من دون منازع الى جانب بولت في برلين من خلال تتويجه بالثنائية (ال5 آلاف م وال10 آلاف م). وهو بدأ السباق في شكل جيد وبقي في المركز الثاني أغلب فتراته قبل ان ينسحب قبل 10 لفات من النهاية، ويبدو أنه تأثر من اصابة كانت السبب في ابتعاده عن المضمار فترة طويلة خصوصاً أنه لم يخض أي سباق منذ كانون الثاني (يناير) الماضي بسبب اصابة في ربلة الساق كادت تحرمه من المشاركة في بطولة العالم. وهو احتفظ باللقب في برلين مسجلاً رقماً قياسياً جديداً في بطولة العالم هو 26.46.31 دقيقة، معززاً رقمه السابق البالغ 26.49.57 دقيقة وسجله في سان دوني عام 2003. وعادل بيكيلي صاحب 3 ألقاب أولمبية، في ال 10 آلاف م في أثينا وال5 آلاف م وال10 آلاف م في بكين، و11 لقباً عالمياً في سباقات اختراق الضاحية، انجاز مواطنه هايله جبريسيلاسي (من 1993 الى 1999). وعلى غرار بلايك، استفاد ابراهيم جيلان من انسحاب مواطنه بيكيلي وظفر بلقب ال 10 آلاف م بزمن 27.13.81 دقيقة وأبقى اللقب اثيوبياً. وانتزع جيلان الذهبية من فم البريطاني من أصل صومالي محمد فرح الذي انطلق بسرعة كبيرة في اللفة الأخيرة وإبتعد نحو 20 متراً وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب، بيد ان جيلان بذل جهداً خارقاً في الأمتار ال50 الأخيرة ولحق به قبل أن يتخطاه في نصف المتر الأخير. وقطع فرح الذي هاجر وعائلته الى لندن عندما كان عمره 8 سنوات، مسافة السباق ب24.14.07 دقيقة، فيما عادت البرونزية إلى الاثيوبي ايمان مرغا (27.19.14 د). وهي المرة الثالثة التي يتوج فيها جيلان باللقب العالمي بعد عام 2006 في فئة الشباب و2008 في بطولة العالم لاختراق الضاحية. واحتفظ الروسي فاليري بورتشين (24 سنة) بطل اولمبياد بكين، بلقبه العالمي في سباق ال 20 كلم مشياً (1.19.56 ساعة). وقال: "انها المرة الأولى التي أخوض فيها سباقاً منذ عام 2009 بسبب إصابة تعرضت لها الموسم الماضي"، وزاد: "نسبة الرطوبة كانت مرتفعة، حصلت على إنذارين لذا كان لا بد من الحذر قليلاً، ولكن المثل الروسي يقول من لا يجازف بأي شيء لا يمكن أن يحتفل في النهاية". كما احتفظ الأميركي تيدي هاردي بلقب بطل العالم في مسابقة العشارية بجمعه 8607 نقاط متفوقاً على مواطنه أشتون ايتون (8505 نقاط) والكوبي ليونيل سواريز صاحب فضية النسخة الأخيرة (8501 نقطة). ويدين هاردي بإنجازه الى تفوقه في مسابقات رمي القرص والقفز بالزانة ورمي الرمح، ليتخلص من المطاردة القوية لمواطنه ايتون الذي تصدر منافسات اليوم الأول. وإحتفظت الأميركية بريتني ريس بلقبها في الوثب الطويل. مسجلة 6.82 م متقدمة على الروسية أولغا كوتشيرينكو (6.77 م) واللاتفية اينيتا روديفيتشا (6.76 م).) وأحرزت الصينية يان فينغ لي ذهبية مسابقة رمي القرص بتسجيلها 66.52 م في محاولتها الثانية ونالت اللقب العالمي متقدمة على الألمانية نادين مولر التي سجلت 65.97 م في محاولتها الثانية أيضاً، فيما عادت البرونزية إلى الكوبية ياريليس باريوس صاحبة فضية النسختين الأخيرتين (65.73 م).