دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان الى "تحييد النجف عن الصراعات والمعارك"، مطالباً قوات الاحتلال الاميركي ب"الخروج منها فسحاً في المجال أمام العراقيين للتفاهم في ما بينهم". والحكومة العراقية ب"ان تتعاطى مع السيد مقتدى الصدر بالاسلوب السياسي والحوار وعدم استخدام القوة". وناشد العشائر العراقية "التوجه الى النجف في تظاهرات سلمية لمنع دخول المحتل اليها، فيشكل العراقيون حزاماً يحمي النجف من اعتداءات الاحتلال ويعبرون عن رفضهم الاعتداء عليها والتعرض للمقدسات فيها". واشار الى "وجود أياد صهيونية خبيثة تسعى الى نشر الفتنة في العراق وبث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والعرب والاكراد والتركمان"، داعياً العراقيين الى "تعزيز وحدتهم الوطنية". واعتبر السيد محمد حسين فضل الله "ان ما يحدث في النجف الاشرف يمثل حدثاً بمستوى الجريمة على الصعد كافة الاسلامية والعربية والوطنية والانسانية، ويمثل تحدياً لكل المقدسات التي اذا انتهك بعضها امتد الانتهاك الى كل المقدسات الاخرى". ورأى ان "الصمت العربي والاسلامي والعالمي عن ذلك سيؤدي الى سقوط كل ما يحترمه الانسان من مقدسات". وقال في بيان أمس: "ان النجف في بعدها الروحي الديني والتاريخي والعلمي تمثل مقدساً ينفتح عليه كل المسلمين. ولذلك فان هتك حرمة هذه المقدسات تحت اي عنوان لا يمكن ان يكون مبرراً، خصوصاً ان الجهة التي تقوم بهذه الجريمة الوحشية هي الاحتلال الاميركي الذي جاء تحت غطاء رسمي عراقي يحمل لافتة السيادة ويستبطن كل معنى الاحتلال". وأوضح ان "اميركا تفكر في ان تسقط كل صوت يتحدث بالممانعة وبالاعتراض وبرفع الصوت عالياً لخروج المحتل من العراق كله، ليبقى العراق حراً مستقلاً عربياً واسلامياً". وأضاف: "ان اميركا التي تعيش مأزقاً سياسياً وأمنياً في العراق انعكس سلباً على واقع الادارة الاميركية في المرحلة الانتخابية الرئاسية، تحاول ان تقدم للشعب الاميركي وضعاً سياسياً يوحي بأنها قادرة على ان تخرج من هذا المأزق وان تنتصر". ودعا الشعب العراقي بكل أطيافه الى "ان يقف اليوم من اجل ان يرفع الصوت عالياً ليقول للاميركيين اخرجوا من العراق كله واخرجوا من النجف، ويقول للسلطة العراقية لا تكونوا غطاء للأميركيين"، والى "ان يكونوا صوتاً واحداً لأن النجف اذا سقطت ولان المجاهدين اذا سقطوا، ولأن الرموز القيادية التي تواجه المحتل من خلال ايمانها بالحرية اذا سقطت، فلن تبقى حرمة لاي عراقي ولأي بلد آخر ولاي عربي واسلامي". وطالب فضل الله ب"أن يقف الجميع في حال طوارئ حوارية وسياسية وأمنية حتى نوقف كل هذا النزف الدموي. ولا تجوز المساواة بين الذين يجاهدون من اجل اسقاط الاحتلال واخراجه وبين قوات الاحتلال، لنقول بعد ذلك ان على الجميع ان يحلوا المشكلة. اميركا كانت ولا تزال هي المشكلة في العراق وغيره والذين يساعدون اميركا ويتغطون بالقوات الاميركية هم المشكلة في العراق". وختم ان "على الشعب العراقي الذي يراد له ان ينتخب برلماناً حراً يمثله ان يعرف ان ضرب النجف وضرب الاحرار سيتحول ضرباً لتجربة الانتخاب ليأتي ممثلون للشعب العراقي من الفصائل تريدهم اميركا ان يكونوا غطاء سياسياً او امنيا لهاً". ورأى النائب اللبناني محمد ياغي "حزب الله" ان "الصهيونية العالمية تحرك رأس الادارة الأميركية وكل ادواتها لتنفيذ مشروعها في الشرق الأوسط المتمثل بضرب المقدسات الدينية بدءاً بالمسجد الأقصى في القدس الشريف مروراً بمقامات الأئمة ومراقدهم في النجف الأشرف وصولاً الى مكة والمدينة"، معتبراً ان "المعركة مع الصهاينة آتية وفاصلة وسينتصر فيها المسلمون". وأبدى خشيته من "أن يقدم هؤلاء الذين لا دين لهم على استهداف المقدسات وتدميرها". ووجهت "الهيئة العربية لنصرة العراق" مذكرات الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والاتحادات العربية، تدعو الى "التحرك الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الاميركي والبريطاني في حق المواطنين الابرياء والعزل في مدن العراق وخصوصاً سامراء والفلوجة والنجف والكوت".