فشل وسطاء أميركيون وبريطانيون بعد محادثات استمرت نحو اسبوعين، في اقناع الرئيس السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري الجنرال راتكو ملاديتش بالاستسلام الى محكمة لاهاي التي تتهمهما بارتكاب جرائم حرب، وذلك في مقابل ضمانات بحسن المعاملة اثناء الاعتقال والمحاكمة وتسهيلات في لقاء عائلتيهما. وجاء ذلك، استناداً الى معلومات أذاعها تلفزيون ساراييفو أمس، أوصت بأن سبب فشل المحادثات "اصرار كاراجيتش وملاديتش على أن يتم اطلاق سراحهما بعد فترة وجيزة على الاستسلام ليتمتعا بالحرية الكاملة حتى موعد بدء محاكمتهما". وبحسب مصادر التلفزيون، بدأت المحادثات في منتصف حزيران يونيو، واستمرت نحو اسبوعين في مناطق شرق البوسنة التي تدخل ضمن الكيان الصربي. وجرت مباشرة مع كاراجيتش وملاديتش. وعندما تبين فشل المحادثات، افترق ملاديتش وكاراجيتش. وقصد الأول منطقة بيليتش الجنوبية في صرب البوسنة - قرب الحدود مع الجبل الأسود فيما لم يعرف المكان الذي ذهب اليه الثاني، وساد اعتقاد بانه اتجه الى منطقة "خان بيساك"، ما جعل القوات الدولية سفور تهرع اليها على أمل القبض عليه قبل تواريه عن الأنظار. والى ذلك، ذكرت صحيفة "دنيفني افاز" في ساراييفو، ان "عملاء الاستخبارات الفرنسية" اتصلوا بقريبين من كاراجيتش، لينصحوه بالتخلي عن أماكن اختفائه الاعتيادية في البوسنة، لأنها أصبحت غير مضمونة السرية، مشيرة الى أن المسؤول الدولي الأعلى في البوسنة بادي اشداون، اتصل بكل من:رئيس برلمان صرب البوسنة دراغان كالينيتش ووزير داخلية حكومة الكيان الصربي زوران جيريتش، وطلب منهما اقناع كاراجيتش بالاستسلام، لكنهما رفضا ذلك لعدم معرفتهما معرفتهما بمكانه، ما جعل اشداون يصدر أمره بإقالتهما من منصبيهما ومنعهما من تولي المهمات الحكومية والحزبية.