باتت الروسية ماريا شارابوفا المصنفة ثالثة عشرة أول روسية تحرز لقب بطولة ويمبلدون الإنكليزية في كرة المضرب، ثالث بطولات الغران شيليم الأربع الكبرى، بفوزها على بطلة العامين الماضيين الأميركية سيرينا وليامس الأولى 6-1 و6-4 في المباراة النهائية. كما أصبحت شارابوفا 17 عاما ثاني أصغر لاعبة تحرز لقب البطولة الإنكليزية بعد السويسرية المعتزلة مارتينا هينغيس التي توجت بطلة عام 1997 وهي في السادسة عشرة من عمرها. يذكر أنها المشاركة الثانية لشارابوفا في ويمبلدون، وكانت قد وصلت إلى الدور الرابع العام الماضي. وشارابوفا هي ثاني روسية تصل إلى نهائي بطولة ويمبلدون بعد مواطنتها أولغا ماروزوفا التي خسرت نهائي عام 1974 أمام الأميركية كريس إيفرت. وأكدت اللاعبة الشابة سيطرة اللاعبات الروسيات على البطولات في الآونة الأخيرة إذ كانت مواطنتها أناستازيا ميسكينا 22 عاما أول روسية تتوج بطلة لرولان غاروس الفرنسية قبل نحو شهر بفوزها على روسية أخرى هي إيلينا ديمنتييفا في المباراة النهائية. وخرجت ميسكينا من الدور الثالث لبطولة ويمبلدون بخسارتها أمام الأميركية إيمي فرايزر. ونجحت شارابوفا في إنهاء سيطرة آل وليامس وتحديدا سيرينا وليامس على بطولة ويمبلدون إذ كانت فازت باللقبين الماضيين على شقيقتها الأكبر فينوس، وفشلت سيرينا بالتالي في أن تصبح أول لاعبة تحرز اللقب ثلاث مرات متتالية منذ الألمانية شتيفي غراف التي أحرزته أعوام 1991 و1992 و1993، وتوقف رصيدها عند ستة ألقاب كبيرة. وكانت وليامس ابتعدت عن الملاعب فترة طويلة وتحديدا منذ فوزها بالبطولة الإنكليزية العام الماضي بسبب الإصابة في ركبتها والتي اضطرتها إلى الخضوع لعملية جراحية. وعادت سيرينا إلى الملاعب في نيسان أبريل الماضي بيد أنها تعرضت مجددا للإصابة فغابت نحو شهر قبل أن تعود للمشاركة في بطولة فرنسا المفتوحة على ملاعب رولان غاروس لكنها خرجت من الدور ربع النهائي. وأكدت شارابوفا علو مستواها في هذه البطولة فحققت نتائج رائعة أبرزها تغلبها على الأميركية إيمي فرايزر الحادية والثلاثين في الدور الرابع واليابانية إي سوغيياما الحادية عشرة في ربع النهائي والأميركية المخضرمة ليندساي ديفنبورت الخامسة وحاملة اللقب عام 1999 في نصف النهائي، قبل أن تهزم سيرينا بسهولة في النهائي 6-1 و6-4. وكانت شارابوفا المولودة في سيبيريا انضمت منذ السابعة من عمرها إلى مدرسة كرة المضرب التابعة للأميركي نيك بوليتيري في فلوريدا في الولاياتالمتحدة. والتقت سيرينا وشارابوفا مرة واحدة في السابق وكانت في دورة ميامي هذا العام عندما فازت 6-4 و6-3. لعبت شارابوفا بذكاء وبأعصاب هادئة وكانت ثقتها بنفسها عالية فلم تتأثر بمواجهة سيرينا التي تعتبر ملاعب ويمبلدون المفضلة لديها، فأرسلت بشكل جيد جدا وكانت ضرباتها الخلفية محكمة وأجبرت منافستها على ارتكاب أخطاء عدة، فكسرت إرسالها مرتين في المجموعة الأولى وحسمتها 6-1، ثم مرتين في الثانية وفازت بها أيضا 6-4 لتتوج بطلة. فازت كل لاعبة بإرسالها في البداية لكن شارابوفا لم تتأخر لتفرض أفضليتها مستفيدة من تراجع مستوى سيرينا فكسرت إرسالها في الشوط الرابع لتتقدم 3-1 وحافظت على تقدمها 4-1 قبل أن تكرر فعلتها في الشوط السادس لتبتعد 5-1 ثم حسمت المجموعة 6-1 في ثلاثين دقيقة. وبدأت سيرينا المجموعة الثانية بالفوز بإرسالها لكنها بدت غير مصدقة تماما لما يحدث وكأنها تخوض نهائي إحدى البطولات الكبرى للمرة الأولى، وتعادلت اللاعبتان 1-1 ثم 2-2 إلى أن نجحت الأميركية في كسر إرسال شارابوفا للمرة الأولى في المباراة وتحديدا في الشوط السادس لتتقدم 4-2 ما شكل مؤشرا لنقطة تحول في المباراة، إلا أن الروسية بقيت متماسكة فردت التحية بسرعة في الشوط السابع وأدركت التعادل في الثامن وانتزعت إرسال سيرينا مرة ثانية في الشوط التاسع فتقدمت 5-4 ثم فازت بإرسالها 6-4 وبالمباراة. وركضت شارابوفا نحو المدرجات فور فوزها مباشرة وعانقت والدها بشدة، ثم نزلت والدموع تكاد تنهمر من عينيها وقالت الروسية "إنه أمر لا يصدق". وتوجهت الروسية إلى منافستها قائلة: "سيرينا أنا آسفة لانتزاع اللقب منك هذا العام"، مضيفة "أنا متأكدة أن هناك أوقاتا كثيرة سنلتقي فيها على اللقب". من جهتها قالت سيرينا: "لم يكن اليوم يومي، لكنها لعبت بطريقة رائعة وأهنئها على لقبها الأول في الغران شيليم".