قال مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن الدكتور هاني السباعي إن ايران سلمت مصر أصولياً مصرياً بارزاً بعدما اعتقلته لفترة، وناشد المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان الضغط على الحكومة المصرية للوقوف على الاجراءات التي اتخذت في حق محمد خليل الذي كان يقيم في مدينة مشهد الايرانية لفترة ثم اعتقلته الشرطة الايرانية قبل أن يسلم إلى السلطات المصرية. وأرسل السباعي إلى "الحياة" في القاهرة امس بياناً ذكر فيه أن خليل ينتمي الى تنظيم "الجماعة الاسلامية" المصري وأن مواقفه تميل نحو التوجه السلمي إذ أيد مبادرة سلمية أطلقها القادة التاريخيون للجماعة عام 1997 وأفضت إلى قرار تاريخي أصدره التنظيم في آذار مارس 1999 قضى بوقف شامل للعمليات العسكرية داخل وخارج مصر. وقال السباعي في بيانه إن خليل كان خرج من مصر في منتصف الثمانينات مع زوجته وجال في دول عدة حتى استقر في ايران وعمل في إذاعة فلسطين التي تبث من ايران باللغة العربية، لكن رغب في الانتقال للعيش في أوروبا فتوجه مع زوجته وابنائه العشرة الى بريطانيا حيث قدم طلباً للحصول على لجوء سياسي الا ان السلطات البريطانية ابقته رهن الاحتجاز شهوراً عدة ثم اطلقته وقبل أن تفصل محكمة بريطانية في طلب اللجوء غادر بريطانيا وعاد الى ايران حيث استقر في مدينة مشهد، إلا أن الشرطة الايرانية القت القبض عليه قبل اسابيع وقامت بتسليمه الى مصر، ولم يستبعد السباعي أن تكون عملية التسليم تمت عبر بلد ثالث وأكد أن خليل لا تربطه اي علاقة بقادة في تنظيم "القاعدة" اعتقلتهم ايران في الشهور الماضية، موضحاً أن اراء خليل وافكاره ومواقفه تتعارض تماماً مع توجهات القاعدة، وقال السباعي إن مصريين آخرين محتجزين في ايران ولم يسلموا بعد الى بلدهم". وكانت ايران أقرّت بأنها تعتقل اصوليين من جنسيات مختلفة بين قادة وأعضاء في تنظيم "القاعدة" لكنها أكدت أنهم لن يسلموا الى بلادهم وإنما سيحاكمون امام القضاء الايراني. وبين من يعتقد أنهم معتقلون هناك الناطق بلسان تنظيم "القاعدة" سليمان ابو غيث والقائد العسكري للتنظيم سيف العدل وسعد بن لادن ابن زعيم التنظيم. ورجح السباعي أن تكون السلطات الايرانية توقعت ألا تتخذ السلطات المصرية اجراءات عقابية في حق خليل على اساس ان اسمه لم يدرج في قضايا العنف الديني طوال السنوات الماضية، خصوصاً أنه شجع المبادرة السلمية للتنظيم وكتب مقالات بثت على شبكة الانترنت أيد فيها ما جاء في "أبحاث شرعية" وضعها القادة التاريخيون للجماعة أوردوا فيها الاسس الشرعية التي استندوا اليها في توجههم السلمي وتحريم اللجوء الى العنف كوسيلة للتعبير على الرأي أو تغيير الانظمة. وينتمي خليل إلى محافظة أسوانجنوب مصر وانضم الى الجماعة الاسلامية في بداية الثمانينات لكنه فرّ بعدها مباشرة وزوجته الى السعودية ومنها الى باكستان حيث أقام لفترة ثم انتقل الى ايران، وكان خليل يتولى اثناء اقامته في باكستان الاشراف على إصدار مجلة "المرابطون" مع القيادي البارز طلعت فؤاد قاسم الذي اختفى عام 1996 في كرواتيا وقال زملاؤه انه اعتقل هناك وسلم الى مصر.