الموت يعربد في شوارع قطاع غزة المحتل، غير مبال بنداء السماء، وقداسة الانسان. والجرافات الاسرائىلية تعيث فساداً في حقول الزيتون. وقف الصبي ملتصقاً بشجرة الزيتون، كأنه هو شجرة الزيتون، وشجرة الزيتون هو. صرغ بأعلى صوته: هذه الأرض عزيزة، ولا سماء إلا على أنقاضنا مقامها. رمى بما تقع عليه يداه من الأرض الجرافة الاسرائىلية، التي تتقدم صوب أشجار الزيتون. قبل ان تصل الجرافة الى شجرة الزيتون، مزقت جسده. وفاح عطر الوردة نشيد شقاء. مال اليه الغصن الرطب، نثر نداه على وجنتيه علّه يصحو. والبلابل طافت حوله معلنة الحداد، والتفت حول ساقيه سنابل القمح. عصفت الريح وداعبت خصلات شعره المتجعدة. ركض الدرب. حملته فراشات الحقول مضرجاً بدمائه. زحف العشب ليغطي ثراه الطاهر، وماج اخضراراً. "هنا الوردة، فلترقص هنا". حماه - علي محمود خضور