منذ أقل من سنة تمنى الرئيس اللبناني اميل لحود على الرئيس السوري بشار الاسد تغيير الحكومة، اي رئيس وزرائه، ليتسنى له القيام ببعض المشاريع الانمائية قبل نهاية ولايته عام 2004، دليلاً على استيائه من ممارسات رفيق الحريري السياسية، وصعوبة مساكنته، وبات الطلاق امراً ضرورياً. ومنذ اقل من شهرين، صرح رفيق الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية في بلغاريا، بعدم رغبته البقاء في الحكومة في العهد الجديد، اذا ظلت الامور على الوتيرة نفسها، دليلاً على امتعاضه من النهج السياسي الذي تمارسه الدولة. وقبل اقل من شهر ابدى رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، قرفه من الحكومة وسياستها، واتهمها باللف والدوران، ووصفها بالمعاقة. ووراء صف الرؤساء الثلاثة صفوف الكتل، من وزراء ونواب. معارضة وموالاة، لا يقل استياؤهم وامتعاضهم وقرفهم من رؤساء كتلهم، بل هم السبّاقون للتعبير عن كل هذا الرفض والسخط بالتصريحات تارة، وبالتظاهر في الشارع احياناً اخرى. فإذا كانت هذه حال المسؤولين الرعاة، فكيف هي حال الرعية من الشعب اللبناني الذي لم ينقطع يوماً عن التعبير عن هذا الاستياء والقرف، في مناسبة وفي غير مناسبة؟ ونحن اللبنانيين المقيمين في الخارج نتطلع دائماً الى اليوم الذي نطمئن فيه لنرى لبنان معافى من الشحن السياسي والنعر الطائفي والمذهبي اللذين كانا من الاسباب الرئيسية للجوء الى المهجر والمنفى الاختياري، علماً اننا نتمتع بقسط وافر من حقوق المواطنية التي لم نيأس بعد من الحصول عليها في الوطن الذي نحمل دائماً هويته. لذلك نتمنى على المسؤولين الاسترخاء قليلاً، ومحاسبة النفس والضمير، واجراء جردة عامة، وتقويم لخمسة عشر عاماً من النقاهة، بعد الحرب الاهلية. وأظنها تكفي للنهوض بهذا البلد العزيز بعد ان فقد كل رأسماله الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وبات مهدداً بالافلاس. فرنسا - عادل محبوبة