سهر مدرج أرتيمس على أنغام أغانٍ تراثية عراقية وأخرى فيروزية، بصوت الفنانة الأردنية مكادي نحاس مساء أول من أمس، ضمن مهرجان جرش الثالث والعشرين للثقافة والفنون. ولئن شهدت الحفلة مفاجأة بحضور النائب السابق في البرلمان البريطاني جورج غالاوي، فإن الأنظار ظلت متركزة على الفنانة الأردنية الشابة، التي سحر صوتها جنبات المرج الأثري. تألقت مكادي، في مشاركتها الثالثة في جرش، وغنت من أغاني ألبومها الوحيد، المقتصر على التراث العراقي، كما غنت عدداً من أغناني فيروز بتوزيع موسيقي جديد. وعرفت كيف تتعامل مع تلك الأغاني بأسلوب مختلف كلياً عن الآخرين. أسلوب متفرد ومميز، تستطيع مكادي تأديته برهافة وحس عاليين، بخاصة أنها تتمتع بصوت رقيق وصاف، وأداء متقن لا غبار عليه. ربما قلل من جودة الحفلة تلك الخلطة الغريبة من الأغاني غير المنسقة في تتابعها. فتارة يسمع الجمهور أغنية عراقية، وتارة أخرى أغنية لفيروز، من دون تنسيق يذكر، إلا أن الليلة كانت رائعة بالتأكيد. حتى نوعية الجمهور الحاضرة كانت مختلفة عما شهدته أمسيات جرش الغنائية. خليط من الكبار والشباب والأطفال. خليط لا يجتمع في حفلة غنائية إلا نادراً ولا يمكنه الغناء مع مكادي لأنه جاء يستمع لصوتها وللأغاني التي اختارتها. سعد الجمهور كثيراً وهو يسمع "ولا كيف" لفيروز بتوزيع موسيقي خفيف، وأسلوب غنائي ذي بصمة وصفق دائماً لمكادي عند النهاية بشغف وانبهار. فصوت مكادي ليس تجارياً لامعاً لمعان البرق، ولا سريع الخفوت مثله. إنه صوت مميز، نادراً ما نسمعه، لكننا حين نسمعه، لا ننساه.