تواجه شرطة محافظة النجف مصاعب كبيرة في تنفيذ واجباتها داخل منطقة النجف القديمة، التي تضم الصحن الحيدري الشريف والدور والمحلات المجاورة، بسبب سيطرة عناصر من "جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر على هذه المنطقة. ويعاني افراد الشرطة من صعوبة الدخول الى هذه المنطقة وتنفيذ مهماتهم المتعلقة بايصال البلاغات والانذارات او أوامر القاء القبض على المطلوبين في قضايا جنائية. وتعطلت الكثير من الدعاوى التي رفعها مواطنون الى المحكمة الرسمية ضد آخرين يسكنون في هذه المنطقة في الوقت الذي تستمر فيه المحكمة الشرعية التابعة لمكتب الصدر باصدار اوامرها بالقبض والاستدعاء بطريقة تتناقض تماماً مع ما يحصل في المحاكم الرسمية. وكثيراً ما يلجأ الخصم الى المحكمة الشرعية ضد خصمه المشتكي أمام محاكم الدولة. من جهة أخرى، تواجه بلدية المدينة مصاعب في تنفيذ مشاريعها الخدمية والسيطرة على عمليات البناء العشوائي التي تحدث داخل منطقة سيطرة أنصار الصدر وقربها، ويعجز مسؤولو البلدية عن ازالة التجاوزات التي انتشرت، كبناء محلات واكشاك على المنعطفات والطرق الرئيسية. وتؤكد مصادر أمنية ان "عدم خضوع المنطقة لسيطرة الحكومة جعل منها مأوى لعناصر غريبة وخارجة عن القانون". وعلى رغم ملاحقة ميليشيا "جيش المهدي" الأشخاص الذين يمارسون أعمالاً غير اخلاقية إلا ان أهالي النجف يطالبون بسيطرة الحكومة على الوضع هناك وقيام الدوائر الخدمية بواجباتها كاملة وازالة التجاوزات الكثيرة، حصوصاً ان هذا الوضع ادى إلى ركود النشاط التجاري وانخفاض زوار المدينة من داخل العراق وخارجه خشية من عدم استقرار الوضع الأمني. وفي العمارة 350 كلم جنوببغداد هدد الشيخ ماجد الشامي مدير مكتب الشهيد الصدر في المدينة ب"استئناف العمليات العسكرية ضد القوات البريطانية في حال استمرارها خرق شروط الهدنة بين الطرفين". وأكد الشامي ل"الحياة" وجود 16 معتقلاً من عناصر "جيش المهدي" لدى القوات البريطانية، وطالب باطلاق سراحهم "كجزء من شروط الهدنة" مشيراً الى انه "بعد اكثر من 20 يوماً على الاتفاق لم تحترم هذه القوات بنوده". ودعا الشامي القوات البريطانية الى "وقف دورياتها داخل المدينة من دون مشاركة الشرطة العراقية" واتهمها ب"استفزاز مشاعر المدنيين عندما تسير دوريات راجلة في الاسواق وبين الاحياء السكنية" مهدداً بأن "جيش المهدي سيرد بقوة على هذه الخروقات في الوقت المناسب". من جهة أخرى، دعا الشامي ايران الى "التعاون الجاد والعمل على ضبط حدودها مع العراق"، وتوعد ب "عمليات ... لمكافحة المتسللين عبر الحدود لتضييق الخناق على عصابات تهريب المخدرات في منطقتي المشرح والعزيز الحدوديتين" مع ايران واصفاً هذه العمليات بأنها ستكون "حرباً لا هوادة فيها" متوعداً بإحالتهم الى "المحكمة الشرعية" وبالإعلان عن الجهات التي تقف وراء هذه الممارسات. واعترف الشامي بأن عمليات الدهم الأخيرة التي قامت بها عناصر "جيش المهدي" في العمارة، والتي شملت بؤر الدعارة والخمور وتعاطي المخدرات، "لم تتم بالاتفاق مع الشرطة، لكن الاخيرة شاركت بها في مراحل لاحقة"، مؤكداً ان "جميع المعتقلين في هذه العمليات سلموا فوراً الى الشرطة العراقية" وهو ما اكده العميد اسماعيل الماجدي قائد شرطة العمارة الذي أوضح ان "الشرطة اشتركت مع جيش المهدي في عمليات الدهم الاخيرة، وان جميع المعتقلين في هذه العمليات هم الآن في قبضة الشرطة وأحيلوا الى القضاء العراقي". وعلم انه بين المعتقلين تاجر اسلحة ايراني وجدت بحوزته كميات كان يحاول تهريبها عبر الحدود.