بدأت ازمة شركة النفط الروسية العملاقة "يوكوس"تأخذ ابعاداً دولية، خصوصاً بعدما تبين انها قد تؤثر سلباً في اسواق الطاقة الدولية وتهدد استقرار سوق العمل والمستثمرين والمصارف في الولاياتالمتحدة واوروبا، ما استدعى تدخل السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو الذي قال بعدما اجتمع مع المدير التنفيذي ليوكوس ستيفن ثيد:"اننا معنيون بالازمة وذيولها خصوصاً ان مستثمرين في الولاياتالمتحدة قد يتأثرون فيها". وتزامن الموقف الاميركي، مع عرض قدمه كونسورتيوم صناعي - مالي يضم مجموعة من المستثمرين في بريطانيا وضمنياً في الولاياتالمتحدة لدفع الضرائب المستحقة على شركة"يوكوس"وانقاذ أكبر مساهميها ميخائيل خودوركوفسكي المسجون حالياً بدفع المبالغ المستحقة عليه مقابل حصته في الشركة. وكانت"يوكوس"، أكبر شركات النفط الروسية التي تواجه احتمال بيع أصولها لسداد ما عليها من مستحقات للضرائب بما في ذلك بيع وحدة انتاجها الرئيسية، قالت في وقت سابق انها قد تضطر لإشهار افلاسها خلال شهر ما يعطل عقود تصدير ضخمة. وقال الكونسورتيوم، في خطاب أرسل الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حصلت"رويترز"على نسخة منه،"المؤسسات المالية مستعدة لدفع الديون المستحقة على يوكوس واذا تطلب الامر كذلك دفع التعويضات المادية المطلوبة من خودوركوفسكي". ورفض مكتب الرئيس بوتين التعليق. ولا يعرف الكثير عن الكونسورتيوم ولم يكن هناك سبيل للحكم على مدى واقعية العرض المقدم. وقال تشارلز ستيوارت سميث المتحدث باسم الكونسورتيوم"لديهم ما يكفي من المال... انه عرض جدي للغاية". لكنه رفض ذكر عدد المستثمرين أو كيف يمكنهم جمع الاموال الضخمة المطلوبة لهذه الصفقة. وتواجه"يوكوس"مطالبات بمتأخرات ضريبية تبلغ 3.4 بليون دولار قد ترتفع في نهاية الامر الى عشرة بلايين دولار. وتم تجميد أصولها وعرضت وحدتها الرئيسية للبيع. في حين تُحجم المصارف الاجنبية حتى الآن عن المطالبة ببليون دولار مستحقة على الشركة. ونسبت"رويترز"الى رئيس الكونسورتيوم قسطنطين كاغالوسكي قوله:"اننا مستعدون للصفقة"لكنه رفض الحديث عن حجم الاموال المخصصة لانقاذ الشركة او كشف اسماء رجال الأعمال او الشركات المساهمة في الكونسورتيوم. لكنه قال:"ان لدى اعضاء الكونسورتيوم الاموال اللازمة ونحن قدمنا عرضنا بجدية". المافيا واشار الى انه الوحيد في الكونسورتيوم الذي له علاقات اقتصادية مع موسكو. وكان كاغالوسكي 46 عاماً مستشاراً للرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن في السنوات الاولى لتفكك الاتحاد السوفياتي وله علاقات واسعة اقتصادية وسياسية في الغرب وكان رجل موسكو في صندوق النقد الدولي بين عامي 1992 و1994 قبل ان ينضم الى"بنك ميناتب"الروسي ويساعد في شراء"يوكوس"وهو متزوج من ناتاشا كاغالوفسكي النائبة السابقة لمصرف"بنك اوف نيويورك"التي استقالت اثر ارتباط اسمه مع ما سُمي ب"غسل البلايين"من الاموال الروسية في المصرف الاميركي وتم اتهام المافيا الروسية فيها. وكان القاضي في المحكمة المركزية في موسكو رفض امس اسقاط اتهامات ضد خودوروفسكي، الذي يملك 40 في المئة من أسهم الشركة، تتناول اتهامات بالاحتيال والتهرب الضريبي قبل عشر سنوات. ويواجه خودوروفسكي عقوبة سجن طويلة اذا أدين في القضية التي يصفها عدد من المحللين بأنها رد الكرملين على طموحاته السياسية. وقال ستيفن ثيد"ان تجميد أصول الشركة يعني أنها ببساطة لن تستطيع سداد الضرائب". وارتفعت اسهم"يوكوس"امس بنسبة اثنين في المئة بعد الكشف عن عرض الكونسورتيوم. وتؤمن"يوكوس"نسبة 20 في المئة من الانتاج الروسي اي نحو 1.7 مليون برميل يومياً. وساهمت الازمة في رفع اسعار الخام على جانبي الاطلسي وحقق خام القياس الاوروبي"برنت"مستوى 38.40 دولار للبرميل في عقود ايلول سبتمبر المقبل بعدما فتح عند مستوى 38.01 دولار لكنه تراجع بعد الظهر الى مستوى 38.19 دولار للبرميل في حين بقي الخام الاميركي الخفيف فوق مستوى 41 دولاراً. وذكرت وكالة أنباء"أوبكنا"امس أن سعر"سلة أوبك"ارتفع الخميس الى 36.60 دولار للبرميل من 36.16 دولار الاربعاء. وقال متعاملون امس ان سعر السولار زيت الغاز ارتفع الى أعلى مستوياته على الاطلاق في التعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية وسط مخاوف في شأن الامدادات قبل فصل الشتاء وحريق في مصفاة المانية تبلغ طاقتها 310 الاف برميل يومياً ما ساعد في دفع أسعار"برنت"الى الارتفاع. وارتفع سعر السولار متجاوزاً أعلى مستوياته التي سجلها في آذار مارس الماضي ليسجل مستوى قياسياً جديداً عند 366.50 دولار للطن متجاوزاً مستواه القياسي السابق البالغ 363 دولاراً في تشرين الاول اكتوبر عام 1990. لكنه تراجع قليلا فيما بعد ليستقر على 364.75 دولار للطن بارتفاع 8.50 دولار.