لا عجب أن تتطوع وتتصدى ابنة الزعيم الليبي للدفاع عن الديكتاتور صدام حسين المجيد. فذلك مرده الى الإحساس بواجب الدفاع عن نظام هو شبيه، لا بل طبق الأصل لنظام والدها، من حيث التوجه السياسي، واطلاق الشعارات الرنانة والطنانة، وادعاء الوطنية والدفاع عن الحقوق القومية، والمطالبة بتحرير فلسطين من النهر الى البحر، وكانت النتيجة الفعلية الملموسة لكل تلك الإدعاءات هي تخاذل واستسلام وتسليم، والمطالبة بدولة "اسراطين" بدلاً من فلسطين العربية، أي الاعتراف والإقرار بالكيان الصهيوني كأمر واقع. وصدام حسين المجيد هو كوالدها. فحقاً ما قالت وادعت. ونحن نصدقها هذا القول، ونوافقها الرأي تماماً. ولا شك قيد أنملة في أن العدالة ستدين الديكتاتور الطاغية صدام. وهذه الإدانة عبرة لكل الحكام الطواغيت. وربما، حينها، سيتعظ أيضاً كل من يشعر بأن صدام حسين هو كوالده. وننصح ابنة الزعيم الليبي، إن كانت حريصة حقاً على الدفاع عن حقوق وكرامة الإنسان العربي المعذب والمقهور، الاهتمام أولاً في الدفاع عن حقوق الأخوة الليبيين المعتقلين والمشردين والمبعدين الذين وصفهم، بالأمس القريب، والدها القائد بأنهم "كلاب شاردة". المعارضة الوطنية المسالمة الديموقراطية، بنظر والدها الثوري، هي مجرد كلاب. نسأل ابنة الزعيم القائد: هل لديك الشجاعة حقاً بأن تطالبي والدك بالكشف عن مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه الذين حلوا ضيوفاً آمنين في دياركم؟ أخيراً، يخطئ كل من يسلم كل أوراقه للأميركان، من أجل البقاء على سدة الحكم، وخير دليل ومثال على ذلك شاه ايران وصدام العراق. وهما من تخلت عنهما الولاياتالمتحدة الأميركية عندما أصبحا مجرد ورقتين خاسرتين. صور - د. قاسم اسطنبولي