أكدت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة" ان "الطريق ممهدة" لزيارة رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الى دمشق الجمعة المقبل، في ضوء المحادثات السورية - العراقية في شأن ملفي أمن الحدود والمستحقات المالية في اليومين الاخيرين. واوضح محمد سعيد ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" بزعامة السيد عبدالعزيز الحكيم ان علاوي سيبدأ السبت محادثات مع كبار المسؤولين السوريين تشمل لقاءات مع الرئيس بشار الاسد، قبل ان يغادر الاحد الى بيروت. وكان وزير الدولة العراقي عدنان الجنابي ومعاون وزير الداخلية عدنان الاسدي أجريا أول من امس محادثات مع وزيري المال محمد الحسين والداخلية علي حمود تضمنت "الملفات الشائكة" بين الطرفين وخصوصاً موضوعي أمن الحدود السورية - العراقية والموجودات العراقية في المصارف السورية. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح نقل عن الرئيس الاسد ان "أمن العراق من أمن سورية". وقال ل"الحياة" انه جرى الاتفاق مع السوريين على "آليات لضبط الحدود تشمل تشكيل لجان ودوريات مشتركة وتعاوناً استخباراتياً والعديد من تلك المسائل الضرورية لضبط الحدود والتعامل مع الملف الامني". وفيما قال سعيد ان محادثات الجنابي والاسد جاءت "في اطار استكمال الحوار والنقاش من اجل تشكيل اللجان المشتركة" على ان يصل الى دمشق وزير الداخلية العراقي فلح النقيب المحسوب على دمشق التي اقام فيها مع والده اللواء حسن النقيب نحو عقدين، اوضحت مصادرسورية ل"الحياة" ان المحادثات تناولت "ضبط الحدود"، لافتة الى وجود "خطاب جديد لدى المسؤولين العراقيين يقوم على اساس الاقتناع بان الحدود طويلة وصعب ضبطها". وكان الجنابي اشار الى وجود قوائم عراقية باسماء المعتقلين السوريين لدى القوات المتعددة الجنسية وباسماء المعارضين السوريين خلال فترة حكم نظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وتحدث مسؤولون عراقيون لنظرائهم السوريين "بالتفصيل عن مظاهر التسلل الموجودة ليس فقط عبر الحدود السورية بل من باقي حدود دول الجوار" ذلك بعدما لمس صالح من الاسد "تأكيداً على ضرورة التعاطي الفاعل من الجانبين في هذا الموضوع لان التهديد الامني للعراق يهدد سورية ايضاً وأمن المنطقة والعراق". وتناولت المحادثات السورية - العراقية موضوع أرصدة النظام العراقي المخلوع. وفيما كانت لجان فنية سورية - اميركية - عراقية قدرت قبل اشهر قيمة المبالغ بنحو 264 مليون دولار، فإن مسؤولين عراقيين بدأوا يشيرون اخيراً الى انها "نحو ضعفي هذا المبلغ". لكن الجانب السوري اثار أول من امس موضوع "حقوق التجار السوريين من تصدير بضائع الى العراق" خلال حكم صدام. ولاحظت مصادر سورية ان "المسؤولين العراقيين يتحدثون عن مئات الملايين وليس عن بلايين كما كان الاميركيون يتحدثون سابقاً". وظهر "انفتاح" سوري لجهة حل الاشكالية المالية بعد تشكيل حكومة علاوي على اساس ان الموقف الرسمي قام على رفض تسليم الموجودات الى قوات الاحتلال والتعهد بتسليمها الى حكومة عراقية شرعية. كما تطرقت المحادثات السورية - العراقية الى موضوع رفع التمثيل الديبلوماسي بين البلدين. وأبلغ مسؤول عراقي "الحياة" ان المعارض العراقي السابق حسن علوي "أبرز المرشحين" لشغل منصب السفير العراقي في دمشق، لكن مؤشرات ظهرت اخيراً الى وجود "معارضة من بعض الاطراف لتعيينه"، علماً ان لطيف ديب ما زال رئيساً للبعثة السورية في بغداد، على رغم انه يمضي "فترة نقاهة" بعد اجرائه عملية جراحية في القلب. الى ذلك، علمت "الحياة" ان الأخضر الابراهيمي طرح خلال محادثاته مع المسؤولين السوريين قبل ايام موضوع تشكيل "مجموعة اتصال" تضم الدول الاعضاء في مجلس الامن ودول جوار العراق.