سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السعودية حضت الفلسطينيين على التضامن والأمم المتحدة ترجئ التصويت على استشارة لاهاي . السلطة في مهب التجاذبات وقريع يتمسك باستقالته وإسرائيل تعتبر الحديث عن "نعي عرفات" سابقاً لأوانه
مع استمرار التأزم والاضطراب في الاوضاع الداخلية الفلسطينية، وفتح الملفات المتعلقة بقوات الامن والاصلاحات ومكافحة الفساد واظهار رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع امس تحديه الواضح والمباشر للرئيس ياسر عرفات، استأثر المشهد الفلسطيني باهتمام عواصم عربية وأجنبية، ورأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال اهارون زئيفي فركش، لدى استعراضه أمس الأحداث في قطاع غزة امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية ان من السابق لأوانه "نعي عرفات" لأن السلطة والدولة لا تنهاران بمثل هذه السرعة راجع ص6 و7. ودعت المملكة العربية السعودية امس الفلسطينيين الى توحيد صفوفهم. وذكرت وكالة الانباء السعودية ان مجلس الوزراء الذي اجتمع برئاسة الملك فهد بن عبدالعزيز شدد "على ضرورة تضامن الشعب الفلسطيني لا سيما في هذه الظروف العصيبة واتحاد كلمتهم". ودعا المجلس المجتمع الدولي الى مواجهة تعنت اسرائيل "ووضع حد لممارساتها العدوانية المستمرة ضد ابناء الشعب الفلسطيني". كما دعا البيت الابيض الاميركي الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية امس الى وضع حد لاعمال العنف وانشاء هيئة موحدة لضمان الامن. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان: "الاهم ايضاً الآن ان تكون هناك قيادة فلسطينية عازمة على تشكيل المؤسسات الامنية اللازمة لقيام الدولة الفلسطينية". وكانت مصادر فلسطينية مطلعة كشفت قبل ذلك ان احد الاقتراحات التي طرحت للبحث امام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الساعات الاخيرة للخروج من الفوضى التي يعيشها قطاع غزة تعيين العقيد محمد دحلان الوزير السابق في حكومة محمود عباس ابو مازن وزيرا لشؤون الرئاسة، في الوقت الذي بدا وان المحادثات المكثفة التي جرت بين رئيس الوزراء احمد قريع وعرفات بقيت في طريق مسدود بحسب ما يستشف من "الدعوة" التي وجهها قريع الى عرفات شخصيا داعيا اياه الى "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب... وتغليب العقل والحكمة والحسم في معالجة الأمور". وأعلن قريع انه قدم استقالته "خطيا" للرئيس وان هذه الاستقالة "ما زالت قائمة بانتظار الرد الخطي عليها". واوضح قريع في ختام اجتماع لحكومته انه تقرر تشكيل لجنة مؤلفة من 11 وزيراً للقاء عرفات "لنقل قلق كل وزير وكل مواطن فلسطيني" قبل الانتقال الى قطاع غزة للقاء ممثلي الفصائل ورؤساء الاجهزة الامنية لوضع حد لحالة الفوضى. وفي ما اعتبر اول "مواجهة علنية" مع عرفات قال قريع: "كفى، كفى، كفى، كل منتصرمنكم مهزوم. هذا نداء مجلس الوزراء الذي ينسحب ايضا الى القيادة الفلسطينية. الاخ الرئيس ياسر عرفات لا احد يختلف عليه ولكنْ هناك خلاف معه. آن الاوان ان نعيد تفعيل كل اجهزتنا على أسس صحيحة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب". وفي محاولة لتجاوز الاحتجاجات في غزة على تعيين اللواء موسى عرفات قائداً للأمن العام في الضفة الغربية وقطاع غزة اعاد الرئيس عرفات تعيين اللواء عبدالرزاق المجايدة في هذا المنصب ورقاه الى رتبة فريق. غير ان كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة "فتح" اعتبرت هذا التعيين "ذراً للرماد في العيون" وقالت ان مطلبها هو "الغاء قرار تكليف عرفات مهمات المدير العام للأمن العام في غزة بشكل واضح". من جهة أخرى، تأجل التصويت على مشروع قرار الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب استمرار المفاوضات مع دول أوروبية. ورجحت مصادر عربية اجراء التصويت اليوم الثلثاء، فيما دفعت دول أوروبية نحو التأجيل إلى الأربعاء. واجتمعت المجموعة العربية أمس الاثنين واستمعت إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي قال للصحافة بعد الاجتماع انه على اتصال بالرئيس عرفات ورئيس الوزراء قريع، ووصف الصورة بأنها "مؤسفة جداً". وقال: "نطالب بحماية وحدة الفلسطينيين، وبأن يكون كل فلسطيني مسؤول عن حماية هذه الوحدة". وتابع: "طبعاً، دور الرئيس عرفات مهم في هذا ولنا ثقة كبيرة فيه"". وأضاف ان المطلوب من عرفات هو "أن يقود العملية السياسية الآن في حركة فلسطينية واحدة تتوجه نحو علاج المشكلة وهي الاحتلال الإسرائيلي". واعتبر أن الرئيس عرفات وقريع جادان في موضوع الاصلاحات. وشدد موسى على أن "وحدة الفلسطينيين هي الموضوع الرئيسي والأساسي". وقال إن "على الفلسطينيين أن يأخذوا في الاعتبار خطورة الموقف ومنزلقاته". وأضاف ان "الدول العربية مستعدة لتقديم المعونة"، وأشار بالذات إلى دور كل من مصر والأردن في هذا الصدد.