أثار رسو غواصة نووية بريطانية في جبل طارق أمس، استياء السلطات الإسبانية التي اعتبرت الأمر تصرفاً غير ودي، مشيرة إلى أنها تدرس الخطوات التي ستتخذها للرد على هذه الخطوة. ويأتي ذلك على خلفية النزاع بين الجانبين على السيادة في جبل طارق. وقال وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في مؤتمر صحافي إن مدريد تدرس تأثير هذه الخطوة من جانب البحرية البريطانية على علاقتها مع لندن، خصوصاً "إذا رأينا أنها لا تعبأ بمطالب دولة صديقة". لكنه أكد أن مدريد "لن تتخذ تدابير فورية" للرد. ووصلت الغواصة "أتش أم أس تايرليس" إلى سواحل المستعمرة البريطانية الواقعة عند أقصى الطرف الجنوبي لإسبانيا في زيارة قصيرة. وفي عام 2000، تسببت الغواصة في حدوث واحدة من أكثر الفترات توتراً بين مدريدولندن، حين ظلت سنة كاملة في جبل طارق إثر ظهور شرخ في نظام التبريد التابع لها، محدثة تلوثاً بسيطاً في مياه البحر. ووصلت الغواصة إلى جبل طارق أمس، تحرسها السفن التابعة للبحرية البريطانية. وقالت ممثلة القاعدة البحرية كاترين برودهوي إن مثل هذه الإجراءات عادية في حال السفن الحربية والغواصات، ونفت أن تكون الحراسة التي واكبت الغواصة هدفها تجنب وقوع تظاهرات من سكان الجبل الذين يناهز عددهم ال30 ألف نسمة. وقالت برودهوي إن زيارة الغواصة تأتي في إطار مهمة روتينية للبحرية الملكية. وأكدت أنها لا تشكل أي مخاطر أمنية للسكان المحليين. وأضافت أن الغواصة ستبقى من أربعة أيام إلى ستة أيام في جبل طارق، في حين رأى محللون إسبان أن مدريد لا تتحمل بقاء الغواصة أكثر من أسبوع. وكانت الحكومة الاشتراكية في إسبانيا استدعت السفير البريطاني مرتين هذا الأسبوع، لتشكو من وصول الغواصة المنتظر. وقال موراتينوس: "منذ وصولنا إلى السلطة حدثت سلسلة من التصرفات في العلاقات مع المملكة المتحدة تبدو غير ودودة". وتصاعدت التوترات بشأن جبل طارق في الأشهر القليلة الماضية، وتظهر المشكلة من حين إلى آخر إلى السطح وتعكر العلاقات الاسبانية - البريطانية. وكانت إسبانيا تنازلت عن جبل طارق إلى بريطانيا بموجب معاهدة أوترخت عام 1713، وتحاول استعادته منذ ذلك الحين وتصف الوجود البريطاني فيه بأنه احتلال.