على رغم الهدنة في مدينة النجف بين القوات الأميركية وأنصار مقتدى الصدر، لا يزال سكان المدينة يشعرون بالقلق خشية وقوع مواجهات جديدة بين الطرفين. ويأمل السكان الذين استقبلوا دخول الشرطة العراقية بفرح في انهاء الاوضاع غير الطبيعية في مدينتهم، في وقت تتجه الاوضاع فيها بوضوح نحو التهدئة. وزادت الحركة في الشوراع وفتحت بعض المحال التجارية أبوابها. لكن الصحن الشريف مرقد الامام علي والمناطق المحيطة به أو ما يعرف بالنجف القديمة، مركز النشاط التجاري والديني، لا تزال تحت سيطرة ميليشيا "جيش المهدي" التابعة للصدر التي ينتشر عناصرها عند بوابات الدخول الرئيسة لمنطقة المرقد. وانتشر عناصر "جيش المهدي" في هذه المنطقة من دون سلاح ظاهر، بعدما منعوا رجال الشرطة من الدخول الى هذه المناطق. وكان مكتب الصدر في النجف اعلن انه سيزيل اي وجود مسلح، لكنه لم يتعهد سحب مسلحيه او تسليم أسلحتهم. وفي الكوفة التي شهدت شهرين من القتال اصيب خلالها العديد من الابنية والمحال التجارية باضرار، لا تزال الأسلاك المتقطعة تتدلى من أعمدة الكهرباء فيما تمتلىء الشوارع بالكتل الاسمنتية التي استخدمت كحواجز، وتنتشر النفايات في حين تبقى محلات كثيرة مغلقة. وبعد زيارة الصدر لآية الله علي السيستاني أول من أمس، قام بزيارة مماثلة الى السيد علي السبزواري في مكتبه. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الهدف من الزيارة كان مناقشة ادارة الصحن الشريف. وسجل وجود محدود للشرطة في شوارع النجف ومدينة الكوفة المجاورة التي غادرها الجمعة انصار الصدر بعد نحو شهرين من المعارك مع قوات التحالف. وفي مقر الشرطة في النجف، توجه حوالى مئة عراقي لبيع اسلحتهم الى الجيش الاميركي الذي اعلن ان العملية التي كان مقررا ان تنتهي السبت مددت الى اجل غير محدد.