أنا ليندا ايفنجيليستا التي علّمت جيلين من النساء كيفية ارتداء الجينز. جاء أهلي الى كندا مهاجرين من نابولي في خمسينات القرن الفائت وما زالوا يعيشون في اونتاريو، اما أنا فأعيش في نيويورك. منذ 15 سنة، اشتهرت بعبارة تناقلتها الصحف حول العالم، قلت انني لا أنهض من سريري لأقل من عشرة آلاف دولار في اليوم. مذ ذاك ودخلي السنوي مليون دولار ووسيلة تنقلي، حتى أمس قريب، طائرة كونكورد. المفارقة انني كنت أطير ست او ثماني مرات في الأسبوع وفجأة أصابني هلع من الطيران، ومنذ ثلاث سنوات توقفت عن ركوب الطائرات، وأخذت عطلة من عرض الأزياء. عملياً، تخليت عن المهنة عام 1998 وأدهشني انني بدأت انهض باكراً من دون أجر! أهيئ فطوري وفطور زوجي حارس المرمى الفرنسي فابيان بارتيز. لكن علاقتنا تدهورت بسرعة وانفصلنا وإذا بي أشعر بتململ كبير. في أيلول سبتمبر 2001 ملأت 29 صفحة من مجلة "فوغ" الأميركية بصوري وقررت استعادة نشاطي المهني، ولو على صعيد آخر. فأنا الآن في الثامنة والثلاثين من عمري، ولم يعد مسموحاً لي ان أقوم بأي عمل كان، بل أصبحت انتقائية الى حدّ الهوس. وفي الوقت الراهن أقوم بترويج مستحضرين لشركة "ماك" احدهما أحمر شفاه والآخر ملمّع للشفاه "ليبغلوس". والواقع انني ضمّنت اتفاقية عملي مع الشركة بنداً يقتطع نسبة مئوية من المبيعات لصندوق مكافحة "الإيدز". ففي عملي كعارضة طوال عقدين ونيّف من الزمن رأيت اصدقاء كثراً يسقطون في فخّ هذا المرض الرهيب، وفي العالم اليوم 42 مليون انسان مصاب بالايدز نصفهم نساء. لذا فكّرت في المسألة وقلت اذا كان بإمكان أحمر شفاه ان يساهم فلم لا؟ عندما انظر في المرآة اليوم ارى بعض التجاعيد النحيلة حول عينيّ. تلك التجاعيد تجعلني أتأمل وجهي، خصوصاً شفتيّ، وتجعلني أتذكر كل ما عشته منذ كنت في الخامسة عشرة وكانت قدماي بالكاد تطآن الأرض. وبالتالي اكتشف كم تغيّرت. فأنا اليوم انسانة مختلفة تماماً. مكتملة أكثر. مسيطرة اكثر على حياتي. مكتفية ومتوازنة. لا أشرب ولا أدخن. وزني ازداد قليلاً، لكنني أريده هكذا لا أقل ولا أكثر، علماً أن كثيرين ما زالوا يعتبرونني بالغة النحول. حالياً، عدت الى السفر. لكنني أمارس اليوغا يومياً. اذهب الى النادي وأتدرّب. أذهب الى الحفلات الموسيقية والسينما والمسرح. آكل بروتينات وفاكهة وخضاراً وأشرب الكثير من شاي الأعشاب والماء. آكل كي أُسعد جسمي لا مراقبة الوزن. وربما يعتبر بعضهم ان ما آكله مضجر لكن فوائده تفوق التصوّر. أما الجراحة التجميلية فلست ضدها تماماً. لكن لكل شيء وقته. ارجو الا احتاجها يوماً. المهم اليوم انني تغلبت على معظم هواجسي، لا الطيران وحده، بل كل شيء، اذ عشت فترة طويلة مرتعبة من دون سبب. لكنني أخيراً ركبت مروحية ولن يكون مستحيلاً اذا سمعتم انني قفزت في مظلة من طائرة!