حظي فوز الاصلاحي بوريس تاديتش رئيس الحزب الديموقراطي على منافسه الراديكالي توميسلاف نيكوليتش، في الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية الصربية باهتمام محلي ودولي واسع، أدارت عبره صربيا ظهرها لجيل القوميين المتشددين واختارت الاندماج مع أوروبا والتعاون الاقليمي البلقاني، تحت قيادة ليبرالية موالية للغرب، وتفادت عزلة دولية جديدة. وأكد تاديتش عقب أعلان فوزه "التزامه بمواصلة الاصلاحات الديموقراطية التي انطلقت في البلاد بعد إطاحة الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش عام 2000، كما التزم اعداد دستور جديد للبلاد، والسعي الى مزيد من التقارب بين بلغراد والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ومعالجة المصاعب الاقتصادية للمواطنين، والتوصل الى حل يمنع انفصال اقليم كوسوفو، وتعزيز العلاقات الاتحادية مع الجبل الأسود، والقضاء على الجريمة المنظمة". وأضاف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد أمس، انه "سيتعاون مع باقي القوى السياسية الممثلة في البرلمان، من أجل توفير ظروف أفضل للحياة والعمل في صربيا". ورحّب الاتحاد الأوروبي بانتصار تاديتش، وأكد مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد خافيير سولانا، ان "مواطني صربيا اختاروا الطريق الأوروبي والتعاون مع المجتمع الدولي". الى ذلك، أفاد وزير خارجية اتحاد صربيا والجبل الأسود فوك دراشكوفيتش زعيم حركة التجديد الصربية ان انتخاب تاديتش "سيثبت للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ان قوى الماضي لا يمكن ان تمنع التجدد الديموقراطي لصربيا". لكن نيكوليتش أشار في مؤتمر صحافي في بلغراد امس، الى انه "بدأ في السعي لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة، لتعزيز قوة الراديكاليين داخل البرلمان، والتأثير في شكل اكبر في تقرير شؤون صربيا". وأضاف، ان فوز تاديتش "حصل نتيجة تصويت الأقليات العرقية له بكثافة". تاديتش ولد بوريس تاديتش في ساراييفو عاصمة البوسنة - الهرسك في 15 كانون الثاني يناير 1958، وأكمل دراسته في بلغراد حيث حصل على الماجستير في علم النفس من كلية الآداب. وبدأ حياته العملية عام 1980 موزعاً للصحف ثم في اذاعة مستقلة ومشرفاً نفسياً في مستشفيات بلغراد ومدرساً لعلم النفس في المدارس الثانوية. وانضم الى "الحزب الديموقراطي" عندما أسسه عام 1990 رئيس الحكومة زوران جينجيتش الذي اغتيل في آذار مارس 2003. وأصبح من قادته، وتولى وزارتي المواصلات والدفاع بعد إطاحة ميلوشيفيتش. وبعد اغتيال جينجيتش، انتخب نائباً لرئيس الحزب ومن ثم رئيساً له. وهو متزوج من تاتيانا روديتش ولهما إبنتان: ماشا وفانيا، ويتكلم اللغتين الانكليزية والفرنسية إضافة الى لغته الصربية. ويصف المراقبون فوز تاديتش بالرئاسة بأنه "خطوة مهمة في طريق تحقيق الحلم الذي راوده، في ان يصبح أول سياسي أوروبي في صربيا".