شدد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على ان ما حصل في المملكة العربية السعودية من أحداث إرهابية وأعمال اجرامية في السنة الأخيرة "حوادث مشينة" تسيء الى البلاد وأهلها، لأنها جاءت من ابنائها، مؤكداً أن "الدولة قادرة على فعل الكثير لاجتثاث هذه الفئة الباغية واستئصالها". وقال الأمير عبدالله مخاطباً الذين شاركوا في لقاء الحوار الوطني الثالث للحوار الفكري الذي اختتم في المدينةالمنورة أول من أمس: "توخينا الصبر، وتوخينا بعض الأمور التي لا يمكن ان اصرّح بها، فالله علمنا الصبر وسنصبر، ولكن للصبر حدوداً". وأضاف: "كانت اعذارهم في الأول الأجانب، والآن انكشفوا، فالمسألة ليست أجانب لأنهم في ذمة الشعب السعودي بأكمله"، مشيراً إلى أن الارهابيين "تطاولوا على رجال الأمن" وارتكبوا "أعمالاً تسيء إلى البلاد والاسلام والمسلمين". وأوضح انه "يعتصر ألماً وحزناً" لأن "من يقف خلفهم في غيّهم هم أعداء الإسلام". وتابع ولي العهد السعودي: "نحن صابرون، وسنصبر، والدولة قوية بإرادتها وأبنائها المخلصين. اخوانكم ما زالوا يمسكون بأعصابهم، فما فعلته هذه الفئة الشريرة لا يفعله أحد ولا يقبله عقل أو منطق". واستدرك: "انني أتألم من ألم خادم الحرمين الشريفين، خصوصاً عندما يتصل بي سائلاً عما يجري"، مؤكداً أن "الأمور وصلت إلى الشوارب". وأضاف: "من الآن فصاعداً سترون أشياء ستثلج صدوركم، لكن المطلوب منكم ايضاً اثبات وجودكم، فلا تصمتون... ومن يسكت تعتبر جريمة بحقه وبحق الوطن"، مشدداً على ان "الصامت شريك لهم أو مائل معهم". وشبه من ينفذون الأعمال الارهابية ب"الفأر الذي يخرج من جحره باحثاً عن فرصة للقتل"، مشدداً على ان هدفهم هو التشويش على أمن السعودية واقتصادها. وقال إن رؤيته وجوه الحضور في مجلسه خففت عنه قليلاً لحسن ما سمع منهم، داعياً الأدباء والعلماء والكتّاب وأهل البلاد جميعاً، إلى الوقوف صفاً واحداً ضد الفئة الضالة، ومؤكداً أن ثقته كبيرة برجال الأمن والقوات المسلحة "الساهرين على خدمة الوطن". وكان ولي العهد السعودي استمع قبل ان يوجه كلمته إلى الحضور، إلى بعض المشاركين في اللقاء الوطني للحوار. حل جمعيات الاغاثة في غضون ذلك، علمت "الحياة" أن رئاسة "الهيئة السعودية الأهلية للإغاثة والأعمال الخيرية في الخارج" ستسند الى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وسيُعلن قريباً عن تشكيل مجلس إدارة للهيئة يضم 53 عضواً من المواطنين "العاملين في المجال الخيري، المشهود لهم بالخبرة والاستقامة والسمعة الطيبة". وكانت الحكومة السعودية أعلنت عزمها على حل "مؤسسة الحرمين الخيرية"، والمؤسسات التي تعمل في الخارج لحصر العمل الخيري السعودي بالهيئة الجديدة التي اعلن عنها في شباط فبراير الماضي. وكشفت مصادر عن "استثناء الندوة العالمية للشباب الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي من قرار الحل، نظراً إلى طبيعة المنظمتين الاستقلالية والعالمية"، مشيرة إلى أن "بقية المؤسسات ذات النشاط الخارجي ستدمج في الهيئة الجديدة، مع إمكان مواصلة أعمالها الاغاثية والدعوية في الساحة المحلية". في واشنطن، أشاد تقرير أعدته هيئة دولية لمكافحة غسل الأموال بجهود السعودية لوقف تدفق الأموال من الهيئات الخيرية في المملكة الى جماعات قد تتهم بالإرهاب. راجع ص5