وطني أنت دون قوامك الفارع جنّتان الظهر والبطين وعلى صفحة الجبين تشرق شمس المويجعي والجيمي ذات صباح ربيعي في أبهى حللها تلكما مهدا طفولتي وملعب صباي وفي بحيرتي عينيك النجلاوين الصاروي والداوودي فلجان أصلهما من عدن الحمرا في وجنتيك وبوسمرة وفي الشفتين المعلاّ فلج كتسنيم التي يشرب منها المقربون وعلى كشمير العنق تصطف محاضر ليوا مزيرعة والمارية والشرقية وحميم وليست آخرها حوايا عقد من الزمرد المنظوم حوايا هذه زمردة نادرة شهدت مولد بن عتيق وقد آثرها بسبيكة شعر من الذهب منها إمقيّضة غرسة حوايا ماها غدير مثل لفلاج وعلى تلال النهدين الحويمي والغدير... تلك التلال التي طالما عشقتها الشمس وبينهما ينحدر سيح البلح العبق برائحة الخزامى وعلى تضاريس خطوط الزندين فالساعدين فالرسغين الغريف وحتّا والظفرة والجرن والعشوش وفلاح والعذيب حبّات اللؤلؤ تلك التي زيّن بها بن ظاهر نونيّته الذائعة الصيت في منعطف الخصر دهان ورماح والختم تلك الاستراحات التي يستظل بسدرها وغافها العشاق من وعثاء السفر منذ الأزل في السرّة عين الفايضة في المساء تنعكس فيها نجوم السماء فتخالها سماء مرصعة بالنجوم وفي صفحة البطن عثمر والغويل ودونهما وادي سلام في هوّة الوادي العميقة تلك العمير وأم العنبر وأم الفلق ورقّة محمد وبالخلاخيل وأم الشيف مغاصات اللؤلؤ والدان التي ما حلمت بها بلقيس ودون الخصر قليلاً تطلّ كثبان القفا الحمراء التي لا أملُّ صعودها... والتبرك بتربتها الكحل وحشيشها الزعفران وعلى حرير الرّبلة حيث يستطاب اللثم والتقبيل الهيلي والهير والفقع وزاخر فخذ زراره الرملي كالعسجد وفخذ الرياض لم اصلّ على تربة أنقى وأطهر بينهما الخزنة والقوع حيث سوّى الله عشبن زين لون تغنّته الأمم منذ ثلاثمئة عام وما تزال أمّا السمحة وأم لشطان والسلع وحليبه وشناين فتنحدر كالزبرجد على رخام الساقين وعلى مشط القدمين تسكن بثمل ثامل وعثمر والمدام ومزروق لا أملّ التمتمة بأسماء الجزر المنثورة كحبّات الخال فعلى الحوض الأيسر مروّح والطويلة والحاله ودون ذلك على الساق البضة أبو الأبيض وعلى الإبهام الأيمن الضبعيَّة وعلى عنبر النهد الأيمن أجمل الجزر طرا صير بني ياس ذات التربة الياقوت وأخيراً دون أصابع القدم على المصلّى قلب يسبّح بحمدك ويلهج بجلالك ويتغنى ببهائك يا حبيبتي يا بلادي * شاعر إماراتي ورئيس المجمّع الثقافي - أبو ظبي