بعد اسبوع من اعلان واشنطن نيتها وقف التعامل مع"المصرف التجاري السوري"، أكبر المصارف في البلاد، تعهد رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري في لقائه مع المشاركين في المؤتمر المصرفي السوري أمس"أن تحظى القطاعات المالية والمصرفية باهتمام واسع ضمن استراتيجية الرؤية الاصلاحية الاقتصادية". وقال رئيس هيئة تخطيط الدولة عبدالله الدردري ان سورية تتوقع تحقيق معدل نمو لايقل عن ستة في المئة سنة 2010، وان ترتفع قيمة الاستثمارات العامة والخاصة من ثلاثة الى خمسة بلايين دولار سنوياً وان يرتفع متوسط دخل الفرد من 1000 الى 1250 دولار سنوياً. جاء ذلك في الكلمة التي القاها امس نيابة عن الرئيس السوري بشار الاسد في افتتاح المؤتمر المصرفي السوري، الذي تنظمه الجمعية البريطانية - السورية بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة السورية، بمشاركة 200 مصرفي عربي واجنبي واكثر من 300 رجل اعمال سوري. واستناداً الى الخطة الخمسية العاشرة التي تعدها الدولة حالياً، توقع الدردري زيادة ملموسة في حجم اجمالي الناتج المحلي للاقتصاد السوري، ليتجاوز من 20 بليون دولار حالياً الى اكثر من 25 بليون خلال الفترة 2010 - 2015، وان يرتفع حجم التجارة الخارجية السورية من نحو 13 بليون دولار حالياً الى اكثر من 20 بليون دولار والمستوردات من 6.5 بليون دولارالى عشرة بلايين سنة 2010. ولفت الدردري الى ان سورية تسعى الى سياسة نقدية تعتمد اكثر على ادارات السوق وتعتبر الاصلاح المصرفي واحداً من العناصر الاساسية لتطوير الاقتصاد. وأكد ان الرؤية السورية لتطوير الاقتصاد لا تستقيم من دون تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط. وقال رئيس اتحاد غرف التجارة الدكتور راتب الشلاح رئيس مجلس ادارة احد البنوك الخاصة في سورية ان العمل المصرفي الخاص، بعد بدء عمله، يحتاج الى دعم مباشر من الحكومة ومن المصرف المركزي لتقديم خدمات التمويل الاستثماري المتوسط والطويل الاجل للمشاريع الاستثمارية بجميع اشكالها لتكون داعماً مباشراً لعملية توليد الدخل القومي وتوظيف اقصى ما يتاح من المدخرات والاستثمارات. ودعا الى زيادة رؤوس اموال المصارف الخاصة وعدم اقتصارها على مبلغ 30 مليون دولار والسماح بفتح ونشر المزيد من الفروع وتقديم المزيد من الخدمات التي تقدمها المصارف العالمية، مثل تداول السندات لدى المصرف المركزي بأسعار متعددة تراعي حاجات السوق المحلية وخصوصاً الودائع قصيرة الاجل التي لا تتعدى 12 ساعة. واكد السفير البريطاني في دمشق بيتر فورد اهمية المؤتمر الذي يدل على اهتمام الحكومة السورية بدعم اقتصادها وزيادة الشراكة مع العالم، لافتاً الى ان المشاركة الفعالة والكبيرة من البريطانيين في المؤتمر تظهر مدى اهتمام اوروبا وتحديداً بريطانيا بسورية، مؤكداً ان هناك كثيرين يتعاطفون مع اهداف سورية في التطوير. وانتقد المشاركون في المؤتمر مشاركة الحكومة السورية بنسبة 49 في المصارف الخاصة ودعوها لى فتح فروع لمصارف اجنبية وتساءلوا عن تأخر سورية في تحرير ليرتها على رغم الاحتياط الذي يبلغ نحو 18 بليون دولار.