عاش نادي الهلال وجمهوره العريض في الرياض، وفي كل أنحاء المملكة أياماً عصيبة خلال المسابقات المحلية في الموسم الحالي، وخسر كل الألقاب. ورحل المدير الفني الهولندي آد دي موس، وجاء التونسي أحمد العجلاني بدلاً منه وبقي اللاعبون، وهم العنصر الأساسي بلا تغيير. وبدلاً من دراسة الأمور الفنية بعمق واكتشاف الأخطاء وتحليلها وإصلاحها، اعتقد الهلاليون أن الأمور انصلحت بدخول العجلاني موقع المسؤولية. ولأن الأقدار كانت تخبئ أوضاعاً أصعب للهلال، ابتسمت بخبث للفريق الأزرق وأهدته سلسلة من النتائج الطيبة الخادعة. وسقط الهلال ضحية للمصريين في مبارياته في بطولة كل العرب الهزيلة" الهلال تعادل في القاهرة سلباً مع الأهلي وفرح أنصاره جداً بهذه النتيجة الممتازة، ولم يتذكر أحد أن الأهلي يعيش أسوأ أيامه على كل الأصعدة، ولم يذكر أحد أن الأهلي خاض المباراة بدون سبعة من نجومه الأساسيين للإصابة أو عدم القيد في القائمة العربية. واستمر المصريون في خداع الهلال - عن غير قصد - لما سقط الزمالك خاسراً بقسوة أمام الهلال صفر-2 وكان الأزرق قادراً على مضاعفة النتيجة وبسهولة، وانتشى الهلاليون بالفوز الذي ضمن لهم صدارة المجموعة، وأكملوا فرحتهم بالتعادل في القاهرة مع الزمالك 1-1. النتائج الجيدة ضد الأهلي والزمالك خدمت الهلال - المدرب واللاعبين والجمهور - ولم يفطنوا إلى الخلل الذي ظل كامناً في مواجهة الناديين الكبيرين اسماً، والهزيلين فردياً وجماعياً وفنياً وخططياً. وعندما حانت لحظة الحقيقة... خسر الهلال بالخمسة من الشارقة الإماراتي آسيويا، وخسر الهلال بالخمسة أيضاً من أهلي جدة وودّع كأس خادم الحرمين الشريفين عند الحاجز الأول في المربع الذهبي، وخرج العجلاني مطروداً. ولكن الخلل قائم وكبير، وسامح الله المصريين الذين تستروا عليه.