لم يخسر الإسماعيلي أي مباراة دولية في ملعبه طوال تاريخه بفارق ثلاثة أهداف، ولكنها حدثت مساء أول من أمس بسقوطه خاسراً صفر-3 أمام ضيفه الصفاقسي التونسي في المرحلة الخامسة لبطولة كل العرب لكرة القدم، وتجمّد رصيد الخاسر عند 5 نقاط، وتصدر الصفاقسي وضمن التأهل إلى المربع الذهبي وله 9 نقاط، وستكون مواجهته مع الزمالك المصري في نصف النهائي مثيرة للغاية. غياب 4 لاعبين دوليين رفض المدير الفني لمنتخب مصر الإيطالي ماركو تارديللي ضمهم إلى الإسماعيلي كان سبباً واضحاً في الهزيمة الساحقة، وغياب المصابين سيد معوض وأحمد فتحي عمّق الجراح، والاستغناء غير المبرر عن النجوم إسلام الشاطر وعماد النحاس وعطية صابر وسط الموسم كشف مقاعد البدلاء، وعدم وجود الاحتياطي الكفء هز الإسماعيلي تماماً. ولكن الحقيقة المريرة التي يجب أن يعرفها أنصار الإسماعيلي - الذين تفرغوا لصبّ جامّ غضبهم على اتحاد كرة القدم والنادي الأهلي - أن فريقهم خسر ذهاباً وهو مكتمل الصفوف أمام الصفاقسي في تونس صفر-4، ولم يكن هناك أي دور لتارديللي أو اتحاد الكرة أو الأهلي في السقوط المريع الأول. والحقيقة الأكثر مرارة التي يجب أن يعرفها كل المصريين أن أنديتهم المشاركة في البطولة العربية لم تفز في 5 مباريات خاضتها في البطولة العربية بعد تعادل وخسارة الزمالك والأهلي أمام الهلال السعودي وخسارة الإسماعيلي مرتين أمام الصفاقسي، وكان الفريق التونسي هزم الزمالك في مصر 2-صفر في ختام الدور الأول. ولم يتمكن المصريون إلا من فوزين هزيلين أولهما للزمالك على الطلبة العراقي - في ظروفه الصعبة 2-1 في دمشق والثاني للإسماعيلي في ملعبه 1-صفر على اتحاد جدة الذي لعب بدون 10 نجوم أساسيين. والنتائج تعكس بوضوح حجم تدني الكرة المصرية، وأكدتها الهزائم التي منيت بها أندية الزمالك والأهلي والإسماعيلي في بطولتي أندية إفريقيا وخرجت كلها عند أول حاجز أمام أبطال رواندا والسودان وتونس. هيكل قومانديه والمالي ماندي وأنيس بوجبلباية أحرزوا أهداف الصفاقسي، ولم يحتسب الحكم الدولي الكويتي قاسم شعبان ركلتي جزاء واضحتين للصفاقسي شفقة بأصحاب الملعب، ولكنه كان ذكياً للغاية عندما تمسك باستكمال المباراة عند إطفاء أحد أعمدة الإنارة في الدقائق الأخيرة من المباراة، وراودته الشكوك حول احتمالات العمد في الأمر لإفساد المباراة وأكملها دون تردد. الهزيمة الثقيلة صفر-3 أمام الصفاقسي بعد الهزيمة الأولى صفر-4 وبعد الخسارة والخروج من كأس الاتحاد الإفريقي أمام الملعب التونسي صفر-2 أنهت تماماً أسطورة تفوق الإسماعيلي على الأندية التونسية، وهي دامت 11 عاماً حتى جاء الألماني ثيو بوكير مدرباً للإسماعيلي وسقطت معه الأسطورة.