غادر الفنان اللبناني رائد الأغنية العربية الملتزمة مارسيل خليفة باريس إلى الجزائر حيث من المقرر ان يحيي حفلتين متتاليتين الاربعاء في مسرح ابن خلدون الذي يتسع لألفي مشاهد في الجزائر العاصمة. وقال خليفة إنه سعيد بعودته الى الجزائر هذا البلد الذي زاره أكثر من مرة لإحياء حفلات بعد الانقطاع الذي حدث "بسبب الاحداث الدامية التي لم تترك مجالاً لا للموسيقى ولا لغيرها، لقد كانت الجزائر من المحطات الأساسية في عملي وتجربتي". وتندرج حفلات خليفة في الجزائر في اطار جولته السنوية العالمية لهذا العام التي قادته في كانون الثاني يناير الماضي الى واشنطن في مركز كنيدي ثم الى الدوحة وعمان وستقوده بعد الجزائر الى تركيا وبعدها طنجة وأغادير في المغرب اضافة الى اليمن ثم الى 16 مدينة في اميركا الشمالية وكندا. ويشارك خليفة في شهر تشرين الاول اكتوبر المقبل في معرض فرانكفورت للكتاب و سيتم ضمن فعالياته هذه المرة تكريم الكتاب العرب والكتاب العربي. ويختتم الفنان اللبناني جولته هذا العام في قصر الأونيسكو في بيروت، حيث اقام حفلات العام الماضي وتم تكريمه، ومنح وساماً من وزير الثقافة اللبناني. وكشف خليفة عن تحضيره لعمل موسيقي جديد سيسجل خلال العام بين باريس ونيويورك وفيينا وهو عبارة عن ثنائي موسيقي لآلتي العود والكونترباص. ومن المقرر أن يشاركه العزف على آلة الكونترباص العازف الدولي بيتر هيربيرت. ويبدي مارسيل خليفة استياءه لمنع شريطه "مسافر" الذي صدر في بيروت هذا العام من دخول بعض الدول. والشريط تسجيلي انجزه الفرنسي بيير دويي وعرض على القناة الفرنسية المتخصصة بالموسيقى "ميتزو". ويلخص الشريط سيرة خليفة بعد أن رافقه مخرج الفيلم في حفلاته وتجواله مدة ثلاث سنوات ومنع الفيلم بسبب اغنية "أنا يوسف يا أبي" وكلماتها للشاعر محمود درويش. وقد اعتبرت الاغنية في حينه مسيئة للدين لأنها اخذت بعض ما جاء في سورة يوسف. ويقول خليفة: "نحن اليوم يجب ان نفكر بوعي اكبر خاصة على الصعيد الرسمي. فالدول العربية تحكمها حالة من الغباء المقصود او غير المقصود" ويضيف: "أن يمنع الشريط بسبب تلك الأغنية... هذا عار حقيقي". وعن اتجاهه المتزايد للعمل على مؤلفات موسيقية بحتة يقول انه لم يهجر الاغنية لكن الشعب العربي "تاريخياً معتاد على الكلمة ويطرب لها والشعر اثر كثيراً في كامل تجربة الفنون في العالم العربي وعندما قدمت عملي الموسيقي الاول "جدل" من دون كلمة كان التعاطي مع حفلاتي صعباً... اليوم صار الامر اسهل".