احتفل اللبنانيون بالذكرى الرابعة لتحرير الجزء الأكبر من الجنوب من قوات الاحتلال الاسرائيلي. وتدفق المواطنون منذ الصباح على خط الحدود اللبنانية - الاسرائيلية واحتشدوا امام بوابة فاطمة وموقع العباد المقابلين للمستعمرات الاسرائيلية. وارتفعت أصوات الاناشيد الحماسية في العديد من النقاط المجاورة لأماكن التجمعات الشعبية للتعبير عن الابتهاج بالنصر، فيما رفع المحتشدون الرايات والأعلام وأطلقوا شعار "الموت لاسرائيل". وفيما غابت الدوريات الاسرائيلية الروتينية في الجهة المقابلة لازم الجنود مواقعهم داخل الدشم المحصنة. وكما جرت العادة رشق المواطنون بالحجارة المواقع الاسرائيلية، فيما حاول بعضهم اقتلاع الشريط الشائك لدى قيام الجنود باطلاق نيران رشاشاتهم في الهواء ومن ثم فوق رؤوس المحتشدين لارهابهم، من دون وقوع اصابات. وغصت الطرق المؤدية الى الحدود بالحافلات والسيارات التي تقل الزائرين من مختلف المناطق اللبنانية، فيما شهد معتقل الخيام حركة كثيفة. وفي المواقف، حذر رئيس المجلس النيابي نبيه بري من استمرار الانتهاكات الاسرائيلية، وقال في بيان لمناسبة عيد المقاومة والتحرير: "25 أيار مايو يشكل منعطفاً تاريخياً للبنان والعرب، نستعيد اليوم ذكراه الرابعة وعيوننا شاخصة الى ما تبقى من اجزاء عزيزة لا تزال محتلة من اراضينا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي الجولان الأسير، وفلسطين المخطوفة". وأكد ان "تحرير الجنوب لم يكن ليتم لولا عظمة التضحيات التي قدمها اللبنانيون جميعاً". وقال: "ان 25 أيار اصبح رمزاً لعجز القوة الاسرائيلية وإقراراً بفشل المخطط الصهيوني تجاه لبنان، وفيه تحقق الصدع الأول في ما سمي بالأمن القومي لاسرائيل، وانتصر لبنان الذي لم يساوم على المسلمات الوطنية التي هي جوهره بدعم كامل ومستمر من سورية". وأضاف: "مع اطلالة هذه الذكرى، لا يمكننا تجاهل الخطر الذي تمثله الخروق الجوية والبحرية الاسرائيلية، ومحاولات خرق الحدود البرية وصولاً الى التهويل الاعلامي والسياسي، ومحاولات زج لبنان في قضايا اشكالية على اجندة السياسة العالمية في الوقت الذي تشكل اسرائيل نموذج ارهاب الدولة بما تقوم به ضد الشعب الفلسطيني بدعم من واشنطن وتأييدها". وتمنى رئيس الحكومة رفيق الحريري "ان تعود هذه الذكرى في العام المقبل وقد استعاد لبنان مزارع شبعا المحتلة لتكتمل فرحة التحرير بفرحة استعادة السيادة على كامل أراضينا". وقال: "ان ذكرى التحرير مناسبة ليتذكر اللبنانيون أن اخوة لهم في فلسطين والجولان السوري المحتل ما زالوا يعانون من الاحتلال الاسرائيلي ومن ممارساته المنافية لكل الاعراف". وأضاف: "ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية كان وسيبقى المصدر الرئيس لانعدام الاستقرار في المنطقة التي آن للمجتمع الدولي ان يتخذ الخطوات اللازمة لإحلال السلام فيها على قاعدة الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام". وأكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ان "المقاومة الاسلامية لن تسمح للعدو بتكريس معادلات تنتقص من السيادة اللبنانية سواء براً أم بحراً أم جواً".