طغى موضوع الاصلاح التربوي على أعمال مؤتمر وزراء التربية العرب الذي عقد أمس في بيروت لبحث "استراتيجيات التقويم لتحقيق الجودة". وتنظم المؤتمر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" في مشاركة ممثلين لمنظمة "الايسيسكو" ومكتب التربية العربي لدول الخليج والحكومة الدولية الفرنكوفونية والمكتب الاقليمي للأونيسكو في بيروت. ودعا رئيس المؤتمر الثالث الوزير الجزائري ابو بكر بن ابو زيد الى "بلورة استراتيجية مشتركة تتوحد فيها الأهداف والامكانات في كل المجالات التربوية والعلمية". وتطرق الى مباردة "الشرق الأوسط الكبير" الأميركية، فأكد ان "الكثير من دولنا لم تنتظر توجيهات أو خططاً من أي جهة كانت في هذا الشأن بل باشرت منذ سنوات في إصلاح عميق لمنظوماتها التربوية والعلمية حتى تساير العولمة وقيم حقوق الإنسان والديموقراطية". ثم سلم أبو زيد الرئاسة الى نظيره اللبناني سمير الجسر الذي رأى إن "محاولات الإصلاح التربوي في العالم العربي مرادفة لمحاولات تحسين الجودة في التربية والتعليم، وأصبح ضرورياً اعتماد سلسلة من العمليات الإصلاحية الاستراتيجية لمعالجة المشكلات التي يعاني منها النظام التربوي في كل بلد". وأشار الى ان "الوقت يمر وما زال ملايين المواطنين من دون تعليم، وملايين غيرهم يتلقون تعليماً من نوعية متدنية". ورأى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري أن "اختيار موضوع هذا المؤتمر يعبر عن قناعة بضرورة مراجعة البرامج والمناهج والنظم التربوية من خلال رؤية جديدة وشاملة". وألقى أمين عام مؤسسة الفكر العربي السفير علي ماهر كلمة رئيس المؤسسة الامير خالد الفيصل، الذي اكد ان ما من سبيل لمواجهة التحديات الجسيمة من دون تطوير التعليم وإطلاق القوى الثقافية العربية الخيرة المستنيرة. وأعلن أنه تم الإتفاق على عقد الملتقى العربي الثاني للتربية والتعليم في الفترة الممتدة من 1 الى 4 آذار مارس 2005 في بيروت تحت عنوان "التعليم العالي رؤية مستقبلية".