فيما أعلنت الحكومة البريطانية مشاطرتها الولاياتالمتحدة قلقها من "ارتباط سورية بأسلحة الدمار الشامل والارهاب"، اكد مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" معارضة فرنسا العقوبات الاميركية على سورية. وقال الناطق باسم مقر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس رداً على اسئلة الصحافيين بعد اعلان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش عقوبات تجارية على سورية ان الحكومة البريطانية تفضل "انتهاج الحوار والانتقاد البناء مع سورية". وذكر الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في معرض شرحه للموقف البريطاني "ان لدينا أوجه قلق من ارتباط سورية بالإرهاب وبأسلحة الدمار الشامل وقضايا حقوق الانسان والتعاون حول العراق". وقال: "اننا نتوقع ان تأخذ سورية موقفاً بناء من الوضع في العراق وتعمل معنا لإعادة الاستقرار والمساعدة في إعادة بناء العراق". وزاد: "إن لدينا أهدافاً وأوجه قلق مشتركة مع اميركا، ولكننا نتبع سياسة تقوم على الحوار والانتقاد البناء تسمح لنا بتشجيع الاصلاح في سورية، بينما نتحدث بصراحة وبقوة عن أوجه قلقنا". ورداً على سؤال قال ان الطريقة التي تعالج بها اميركا سياستها تجاه سورية "هي أمر يخصها". وعن فرض عقوبات بريطانية مماثلة قال "هذه المسألة تخص الاتحاد الأوروبي وليس دولاً أوروبية منفردة". من جهة اخرى، أكد مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان فرنسا تعارض العقوبات الاميركية على سورية وترى ان لا معنى لها، وتساءل عما اذا كانت الادارة الاميركية تريد معاقبة الشعب السوري. وقال المصدر: "بقدر ما تعارض فرنسا العقوبات الاميركية على سورية، فإنها تؤيد الولاياتالمتحدة عندما تدعو الى انتخابات حرة في لبنان بعيداً عن أي تدخل أجنبي". وذكر ان فرنسا تأمل في ان تكرر الولاياتالمتحدة ما سبق ان قالته في هذا الشأن، وانها ستبلغ هذه الرسالة الى الادارة الاميركية خلال اللقاءات المقبلة بين كبار المسؤولين الفرنسيين والاميركيين. لحود يستنكر وفي لبنان، استنكر رئيس الجمهورية إميل لحود العقوبات الأميركية على سورية، وقال: "انها تعطي اثباتاً جديداً على انحياز الادارة الاميركية وخضوعها للتأثير الاسرائيلي، اضافة الى كونها تعبر عن قصور تلك الادارة في فهم طبيعة المنطقة وتركيبتها كون هذا القرار خاطئاً في مضمونه وتوقيته". ورأى "ان هذا القرار يدعو الى السؤال عما اذا كان مسلسل الأخطاء الذي ترتكبه الادارة الاميركية في المنطقة سيؤدي الى مزيد من التوتر والتصعيد والشعور بالغبن لدى الاطراف العربية المعنية"، مقللاً من أهمية النتائج التي ستسفر عنها مثل هذه القرارات قائلاً: "لدى سورية ما يكفي من القدرة على الصمود لتواجه هذا الظلم الجديد الذي يطاولها". وقال رئيس الحكومة السابق سليم الحص "ان هذا القانون مظهر فاجر من مظاهر غطرسة القوة التي تطبع سياسة اميركا الخارجية". وسأل: "هل يتصور احد منا ان تسن سورية مثلاً تشريعاً لمحاسبة أميركا؟ لو جاز للضعيف ما يجوز للدولة العظمى لسنت كل الدول العربية قوانين لمحاسبة اميركا على دعمها للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني واستلاب أرضه وانتهاك حقوقه وتنفيذ المجازر اليومية في صفوفه". واعتبرت الجبهة الوطنية للاصلاح ان القرار "ليس الطريق الصحيح لحل قضايا المنطقة". فيما رأى الوزير عبدالرحيم مراد ان الولاياتالمتحدة "تسعى الى محاصرة المواقف الشجاعة للرئيس السوري بشار الأسد من القضايا الوطنية والقومية". موسى واكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "استنكار الجامعة للعقوبات التي فرضتها الادارة الاميركية على سورية"، لافتا الى "تضامن الدول العربية مع سورية في مواجهة هذا النهج غير المقبول في التعامل بين الدول". جاء ذلك في الاتصال الهاتفي الذي اجراه موسى امس مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. ووصف موسى في تصريحات صحافية القرار الاميركي بفرض العقوبات "بأنه يمثل اضافة جديدة للخطوات الاميركية السلبية فى مسيرة العلاقات العربية - الاميركية" محذرا "ان القرار لا يمكن الا أن يضيف الى مشاعر المرارة فى الشرق الاوسط كما أنه ليس فى صالح العلاقات العربية - الاميركية ولا فى مصلحة الاستقرار فى المنطقة". ودعا موسى الولاياتالمتحدة الاميركية الى "اعادة النظر فى سياساتها تجاه المنطقة والعالم العربى وبعدم تبنى وجهات النظر الاسرائيلية بشكل مستمر والتوقف عن استعداء العرب"، مشيراً الى ان "العرب فى حالة غضب شديد من هذه السياسة". من جهة اخرى رحب وزير الخارجية الاسباني ميغل انخيل موراتينوس في اتصال هاتفي مع الشرع باستجابة الرئيس بشار الاسد للدعوة الموجهة له من الحكومة الاسبانية الجديدة لزيارة اسبانيا في مطلع الشهر المقبل. وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر إن أسلوب التهديد وفرض العقوبات لن يحل أية مشكلة والحل هو عن طريق الحوار.