قال كبير الوسطاء في محادثات السلام السودانية لازاروس سومبويو ان المفاوضات بين حكومة السودان ومتمردي الجنوب لا تزال مستمرة على رغم تأكيد بيان أميركي بأن الطرفين على وشك ابرام اتفاق. وفي غضون ذلك، توقعت مصادر قريبة من المفاوضات أن يوقع الطرفان على اتفاق اطار في شأن قضيتي قسمة السلطة والمناطق المهمشة الثلاث السبت المقبل بعد تجاوزهما خلافات حادة كادت تنسف المفاوضات المستمرة منذ 86 يوماً. وقال سومبويو الذي كان يتحدث من مقر المفاوضات في بلدة نيفاشا في كينيا "لم ينتهوا بعد". وتابع أنه لا يعرف متى سيوقع النص النهائي للاتفاق. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر قال للصحافيين في واشنطن ليل الثلثاء ان الخرطوم و"الحركة الشعبية" أبلغتا حكومة بلاده انهما اقتربا من التوصل الى اتفاق. واستطرد قائلا "للمرة الاولى يخبروننا باعتقادهم أنهم توصلوا الى حل للقضايا وأنهم يقومون بصياغتها وينتظرون توقيعها عما قريب. لكننا لم نشهد هذا يتحقق في الواقع بعد. سنحاول مساعدتهم على التعجيل بالتوصل الى اتفاق". وأعلن ان المسؤول عن الشؤون الافريقية في الوزارة تشارلز سنايدر السفير الاميركي في افريقيا سيصل الى نيفاشا اليوم لدفع المفاوضات. واكد أمين حسن عمر عضو وفد الحكومة في اتصال هاتفي مع "الحياة" في الخرطوم أمس، ان الاتفاق بات وشيكاً، مشيراً الى ان المفاوضات بين رئيسي الوفدين مستمرة، وان فرص التوقيع على اتفاق في الأيام القليلة المقبلة واردة اكثر مما كان في السابق. وقالت مصادر متطابقة في الحكومة والحركة ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في المفاوضات وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق كلفا لجنة تضم الدكتور محمد مختار عن الجانب الحكومي ولوكا دنيق ماجوك عن الحركة لإحكام الصياغة في قضايا تم الاتفاق عليها على ان تعرض على لجنة سداسية بأمل توقيع اتفاق في شأنها السبت. وفي تطور منفصل، تحرك السودان لتخفيف التوتر مع جارته الغربية تشاد، وأرسل وزير الداخلية عبدالرحيم محمد حسين الى نجامينا حيث تعهد تقديم المساعدة في مقاتلة ميليشيا "الجنجاويد"التي تدعمها حكومة الخرطوم واتهمتها تشاد بانها نفذت هجمات على أراضيها. وقال حسين، بعد لقاء الرئيس ادريس ديبي: "نحن نعلم انه توجد بعض العناصر الخارجة على القانون التي تسبب اضطرابات في بعض الاماكن على الحدود". واضاف: "ينبغي أن لا يسمح لهذا بالاضرار بالعلاقات المتينة بين بلدينا". وقال حسين ان الخرطوم تقر بان الميليشيا تقوم باعمال غير قانونية، خصوصا في منطقة دارفور، وانه يجب السيطرة عليها. وتشك جماعات حقوق الانسان وديبلوماسيون غربيون في زعم الحكومة السودانية انها غير متحالفة مع الجنجاويد غير ان احمد علامي مستشار الرئيس ديبي للعلاقات الدولية قال ان تشاد تشعر بارتياح تجاه موقف الخرطوم. وأضاف أن "العلاقات بين نجامينا والخرطوم لم تعد مضطربة".