كشفت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رئيسها جاكوب كيلينبرغر ابلغ كبار المسؤولين الاميركيين بوقوع انتهاكات في سجن "ابو غريب" خلال زيارته واشنطن في كانون الثاني يناير الماضي. ونقلت شبكة "شبيغل" التلفزيونية الالمانية عن الناطقة باسم اللجنة ان كيلينبرغر التقى وزير الخارجية الاميركي كولن باول ونائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس خلال زيارته. وأوضحت الناطقة: "ذهبنا الى كبار المسؤولين وابلغناهم بقلقنا حول السجناء في العراق"، في اشارة الى اهمال الادارة هذه القضية حتى إثارتها اخيراً في الاعلام الاميركي. وكان الصليب الاحمر اكد انه قدم شكاوى كثيرة الى السلطات الاميركية وحضها على القيام "بعمل تصحيحي" في سجن ابو غريب الذي تديره. ونشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاسبوع الماضي أجزاء من تقرير سلمته الى السلطات الاميركية في شباط فبراير بعد اكتشاف انتهاكات في سجون عراقية. في غضون ذلك، اكد مبعوث الولاياتالمتحدة الى حلف شمال الاطلسي ناتو نيكولاس بيرنز ان فضيحة تعذيب معتقلين عراقيين أغرقت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في أزمة. وتابع ان بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد يدركان تماماً حجم الضرر الناجم عن هذه الفضيحة. في الوقت ذاته، كشف العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك هاغل ان هناك "العديد والعديد" من التحقيقات الجنائية الجارية في وفيات في العراقوافغانستان تتجاوز الممارسات التي وقعت في "ابو غريب". ونقلت شبكة "سي بي اس" التلفزيونية عن هاغل قوله: "هذا أمر أعمق وأوسع مما تدرك غالبية هذه الادارة على ما اعتقد"، مضيفا انه لا يستطيع الخوض في تفاصيل المواضيع التي قدمت له بوصفه أحد اعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، لكنها تتجاوز الجدل الدائر حول الاسرى العراقيين في سجن ابو غريب. وقال هاغل: "هناك العديد من التحقيقات التي تجرى الان نتيجة لوفيات في افغانستانوالعراق. يتحمل مسؤوليتها مسؤولون اميركيون". واضاف ان بعض التحقيقات أحيل الى وزارة العدل الاميركية. وتابع: "تقديري انها تصل الى حدود 30 تحقيقاً وربما اكثر من ذلك وليست كلها حول القتل". ووجه القضاء العسكري الاميركي حتى الآن اتهامات الى سبعة من افراد الشرطة العسكرية باساءة معاملة السجناء. في هذا الاطار، اعلن الجنرال مارك كيميت ان التحقيق في اعمال التعذيب التي مارسها جنود اميركيون في حق معتقلين عراقيين سيكون "كاملاً" وسيشمل معتقلات العراق كافة. وفي غضون ذلك، نقلت شبكة "ان بي سي" التلفزيونية عن مسؤولين عسكريين اميركيين ان الاشرطة والصور غير المنشورة تتضمن جنوداً اميركيين يضربون عراقياً حتى الموت واقدام احدهم على اغتصاب سجينة. ويحوي احد الاشرطة صور حراس عراقيين يغتصبون فتى عراقياً فيما يصوره الجنود الاميركيون.