توفي أول من أمس السفير الفرنسي في الجزائر دانيال برنار عن 62 عاماً بعد دخوله مستشفى فال دوغراس في باريس للعلاج. وكان آخر النشاطات التي تولاها الإعداد لزيارة الرئيس جاك شيراك للجزائر في 15 نيسان ابريل الماضي. ويُعد الراحل من الديبلوماسيين غير التقليديين، وحظي بشعبية واسعة في الاوساط الاعلامية التي عرفته خصوصاً خلال عمله مديراً لمكتب وزير الخارجية السابق الاشتراكي رولان دوما العام 1990، ومديراً للدائرة الاعلامية في وزارة الخارجية وناطقاً باسمها. وحقق برنار ثورة في هذا القسم وتعمّد الخروج عن عادات الديبلوماسيين التقليديين مفضّلاً عليها الصراحة والأسلوب المباشر. واختار برنار أثناء توليه الدائرة الاعلامية ديبلوماسيين إثنين للعمل معه هما الناطقة باسم الرئاسة حالياً كاترين كولونا، التي تقول انها "مدينة له بالكثير" في إطار عملها، والمستشار الرئاسي موريس غدردو مونتانييه. وكان برنار اشتراكياً قريباً الى رئيس الحكومة السابق لوران فابيوس، وكان أيضاً صديقاً لوزير الداخلية الحالي دومينيك دوفيلبان. ومعروف عنه صداقاته العربية الواسعة واهتمامه الواسع بالقضايا العربية والمامه الكبير بالقضية الفلسطينية حتى انه وصف اسرائيل، في عشاء أمام الناشر كونراد بلاك وزوجته، بأنها بلد صغير مضيفاً عبارة تصف الدولة العبرية بطريقة سلبية جداً قلما تُستخدم. وأثار نشر صحيفة بريطانية كلامه زوبعة لم تهدأ، وكان ذلك في فترة عمله سفيراً لبلاده في لندن قبل انتقاله الى الجزائر. وتولى آنذاك صديقه وزير الخارجية السابق هوبير فيدرين الدفاع عنه وأبقاه سفيراً في لندن. ومثل برنار أيضاً بلاده في هولندا وسويسرا، وارتبط بعلاقة ثقة ومودة بالرئيس جاك شيراك، على رغم عدم انتمائه الى اسرته السياسية. وأعرب شيراك في بيان عن حزنه الشديد لوفاة برنار "رجل القناعات والخادم النموذجي للدولة"، في حين قالت كولونا ل"الحياة" ان الراحل كان "شخصية محبوبة جداً". وقال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في رسالة تعزية الى شيراك، "ان السنوات القليلة التي أمضاها برنار في ربوعنا علمتنا ان نقدر صفاته الراسخة كديبلوماسي فطن ومزاياه الانسانية التي طبعت تصرفاته وان نحترم مودته التي ميزت علاقاته معنا".