أعلن الحاكم المدني الأميركي للعراق السفير بول بريمر، الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر "خارجاً على القانون يهدد أمن العراق". لكن الصدر أبدى افتخاره بهذا الاجراء، في حين حذر آية الله كاظم الحائري في قم الأميركيين من "الأعمال الطائشة"، مؤكداً أن الاحتلال يستهدف أيضاً طلاب الحوزة العلمية. وقال بريمر: "نواجه وضعاً أمنياً صعباً ولدينا جماعة يقودها مقتدى الصدر، وضعت نفسها خارج نطاق السلطة القانونية ونطاق مسؤولي التحالف والمسؤولين العراقيين". وتابع في تصريحات إلى الصحافيين وهو يجتمع مع وزراء عراقيين لدرس كيفية التعامل مع الصدر: "في الواقع، هو يحاول ارساء سلطته بدلاً من السلطة الشرعية، ولن نسمح بذلك. سنعاود فرض القانون والنظام، وهو ما ينتظره الشعب العراقي". وفهمت أوساط مطلعة من كلام بريمر أن "التحالف" بات يعتبر الصدر طريداً. ومن الكوفة أعلن أن الصدر "يفتخر" بإعلانه "خارجاً على القانون"، كما أكد الشيخ قيس الخزعلي، أحد مساعدي الزعيم الشيعي لوكالة "فرانس برس". في الوقت ذاته، حذر آية الله كاظم الحائري أمس القوات الأميركية من "الأعمال الطائشة" بعد المواجهات الدموية الأحد بين أنصار الصدر وقوات "التحالف". وأعلن الحائري، المقيم في قم بإيران، في بيان تلقته "فرانس برس"، الحداد ثلاثة أيام في العراق "على هذه المصائب العظيمة". وتابع: "نحذر الأميركيين من هذه الأعمال الطائشة ومن المس بكرامة أي انسان في العراق، فضلاً عن طلاب الحوزة العلمية الذين أصبحوا مستهدفين من قوات الاحتلال". وحمل هذه القوات "مسؤولية سلامة الأمة واطلاق ابنائنا المعتقلين، ومسؤولية الدماء الطاهرة التي اريقت". واستدرك الحائري: "كنا نعلم منذ البدء أن قوات الاحتلال لن تأتي لتحرير العراقيين من الظلم، وثبت هذا الأمر. بدأوا بمحاربة هذه الأمة وانتهاك حرمتها، واعتقال علمائها ومؤمنيها، وقتل أبنائها وضرب الخط الفكري الأصيل، وكل هذا باسم الحرية والديموقراطية". ونقل الخزعلي، المسؤول عن محافظة بغداد في "جيش المهدي"، عن الصدر قوله: "إذا كان بريمر يعني انني خارج على القانون بحسب الشريعة الأميركية فأنا افتخر بذلك، وان كان يقصد القانون الشرعي والعقلي، فهو لا يعرف هذه القوانين بل ينتهكها". ولفت الى أن "الوضع الآن بات أقرب الى الهدوء، وأبلغنا عناصر الشرطة الذين انسحبوا من المراكز العودة اليها، واستعدادنا لحماية المنشآت". ووصف الخزعلي أحداث الأحد ب"تظاهرة عفوية، فالناس سمعوا باعتقال الشيخ مصطفى اليعقوبي ومحاصرة منزل الصدر، فجاؤوا الى النجف للمطالبة باطلاق اليعقوبي وفك الحصار عن المنزل، ولكن للأسف حصلت صدامات". ونبه الى أن "مهاجمة المباني الحكومية كانت عفوية من دون توجيه من أحد، وأمرناهم بالانسحاب". يذكر ان الصدر كان دعا أنصاره الأحد الى "ارهاب العدو". وشدد الخزعلي على رفض "كل أنواع الاحتلال والسيطرة"، وقال ان "كل شيء سيتغير"، مشيراً الى أن هناك "من يحاول أن يصوّر التصريحات السلبية لمقتدى حيال قوات الاحتلال بأنها بسبب عدم وجود منصب له في مجلس الحكم، وهذه كذبة جديدة ومحاولة لتحريف الحقائق". وسئل عن احتمال اعتقال القوات الاميركية الصدر، فأجاب: "القوات الاميركية لن تعتقله، لأنهم ليسوا بهذه الدرجة من الغباء، فهو الصدر الآن في مسجد الكوفة يقضي معظم وقته في قراءة القرآن والصلاة".