كرّس سائق فريق فيراري الالماني ميكايل شوماخر بطل العالم ست مرات، سيناريو تتويجه الوحيد بألقاب بطولة العالم الحالية للفورمولا واحد بعدما اكمل عقد الالقاب في الجولات الثلاث بإضافته انجاز الفوز في جائزة البحرين الكبرى التي اقيمت للمرة الاولى على حلبة صخير الحديثة العهد، والواقعة على مسافة 30 كلم جنوب العاصمة المنامة، بعدما حقق انتصاريه الاولين في جائزتي اليابانوماليزيا. ودون شوماخر اسمه باعتباره اول فائز بسباق تحتضنه احدى دول منطقة الشرق الاوسط امام انظار اربعين الف متفرج تقدمهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وملك الاردن عبدالله بن الحسين وملك اسبانيا خوان كارلوس والامير اندرو والامير رينيه وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والرياضية. وقطع شوماخر مسافة السباق البالغة 769،308 كلم في 875،34،28،1 ساعة، بمعدل سرعة وسطي بلغ 143،209 كلم/ساعة، وهو رفع رصيده الى 73 فوزاً في 198 سباقاً خاضها في مسيرته الرياضية حتى الآن، وهو رقم قياسي بالتأكيد. وضمن سائق فيراري الثاني البرازيلي روبنز باريكيللو الثنائية الثالثة لفريقه هذا الموسم بعدما قطع خط الوصول خلف شوماخر بفارق 367،1 ثانية، في حين كرر سائق فريق بار - هوندا البريطاني جنسون باتون انجاز الحضور على منصة التتويج على غرار جائزة ماليزيا السابقة وانتزع المركز الثالث بفارق 687،26 ثانية عن شوماخر. وازال المركز المتقدم لباتون الشكوك كلها حول اعتباره السائق الوحيد القادر على الاقتراب من عملاقي فريق فيراري، علماً انه وفر درجة الإثارة العالية قبل تسع لفات من نهاية السباق حين شرع في الضغط على سائق وليامس بي ام دبليو الكولومبي خوان بابلو مونتويا من اجل تجاوزه، وحقق مراده قبل ان يسترد مونتويا مركزه المسلوب لكن لفترة قصيرة فقط حيث فاجأه السائق البريطاني الواعد بتجاوز آخر سريع حسم به صراع المركز الثالث في مصلحته. وعقب نهاية السباق، توّج ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، والشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس شركة حلبة البحرين الفائزين، الذين احتفلوا بعد ذلك بشراب "الورد" عوضاً عن الشمبانيا. سرعة كبيرة خادعة وفي تفاصيل السباق، لم تتأثر مجرياته بالعاصفة الرملية التي هبت صباحاً أو الامطار الخفيفة التي هطلت، وكانت ارض الحلبة في احسن حال على رغم تلبد الجو بالغيوم خلافاً لليومين السابقين حيث كانت حرارة الشمس قوية وفاقت الثلاثين درجة مئوية. وازدحمت الحلبة على مسافة 500 متر من خط الانطلاق، حيث صادفت السيارات منعطفاً حاداً لكنها خرجت منه دون أي حادث يعكر مجرى السباق. واضطر سائق رينو الاسباني فرناندو آلونسو الى الدخول باكراً الى مرآب الصيانة، وتحديداً عقب اللفة الاولى اثر خروجه عن المسار وتضرر الواجهة الامامية لسيارته، وهو مكث فيها نحو 17 ثانية. وحصل اول اصطدام في السباق في اللفة السابعة حين حاول رالف شوماخر استعادة المركز الرابع من ساتو فتخطاه عند احد المنعطفات لكن الاطار الخلفي لسيارته "علق" بالاطار الامامي لسيارة الياباني، ما اضطره الى الدخول الى المرآب لاصلاح الاضرار وخرج منه في المركز التاسع عشر المتأخر. وفي نهاية اللفة ذاتها، انفجر محرك سيارة ماكلارين مرسيدس الخاصة بالفنلندي كيمي رايكونن، وتكرر بالتالي ما حصل له في التجارب الحرة، حين اضطر الى تبديله فعوقب بتأخيره عشرة مراكز بحسب القوانين وانطلق من المركز الاخير. وشهد السباق بعض اللمحات الرائعة، خصوصاً حين حاول آلونسو تحسين مركزه لكنه واجه منافسة شديدة من سائق ساوبر البرازيلي فيليب ماسا الذي منعه في اكثر من محاولة قبل ان يستسلم بعد اصرار الاسباني الذي انتزع منه المركز الحادي عشر، كما حتمت بعض المواضع السريعة جداً على الحلبة ارتكاب سائقين كثر اخطاء عدة تسبب أحدها بتحطم الواجهة الامامية لساتو ما كلفه الدخول الى مرآب الصيانة واهدار نحو 11 ثانية. وكان الدخول الثاني لميكايل شوماخر في اللفة 25 فتغيرت المراكز مجدداً فترة مؤقتة وبقي المركزان الاول والثاني تحت سيطرة سائقي فيراري ميكايل شوماخر وباريكيللو على التوالي. وتابع آلونسو قيادته الجنونية من المراكز الخلفية وتخطى ببراعة سائق جاغوار الاسترالي مارك ويبر بعد محاولات عدة، وتقدم الى المركز الثامن خلف ساتو. وتوالت المعارك الثنائية في هذا السباق السريع وارتفعت معها الاثارة في المراكز المتخلفة، بينما بقيت الصدارة هادئة تماماً اذ كان ميكايل شوماخر ابتعد بفارق نحو 12 ثانية عن باريكيللو، الذي ارتاح بدوره من اي ازعاج يمكن ان يشكله مونتويا الذي تراجع بشكل مفاجئ ما سمح لسائقين آخرين بالتقدم عليه في نهاية السباق. وسارت الامور على المنوال ذاته في اللفات الخمس عشرة الاخيرة من السباق، وكانت الاثارة دائماً مرادفة لالونسو الذي حاول هذه المرة تخطي ساتو فاشتد التنافس بينهما مع اقتراب اللفات الاخيرة واظهر الياباني كفاية عالية في تحمل الضغط والحفاظ على مركزه، فيما اتجه شوماخر وباريكيللو الى تحقيق ثنائية جديدة لفيراري. وتلقى فريق ماكلارين مرسيدس ضربة موجعة بخروج سائقه الثاني البريطاني ديفيد كولثارد في اللفة 50، بينما أنهى مونتويا السباق في المركز الثالث عشر.