بدأ الناخبون الجزائريون في المناطق النائية والريفية البعيدة أمس، في التصويت في المكاتب المتنقلة التي وضعتها الحكومة في عدد من الولاياتجنوب البلاد قصد ضمان مشاركتهم في الاستحقاقات المقررة الخميس المقبل. ومن المقرر أن تشمل العملية أكثر من 20 ألف ناخب يقترعون في 500 صندوق متنقل في المناطق المعزولة أو التي لا تزال تواجه مخاطر تهديدات الجماعات الإسلامية المسلحة، علماً أن السلطات كانت اضطرت بطلب من أحزاب المعارضة إلى تقليص عدد الصناديق المتنقلة التي كان عددها في السابق في حدود 5 آلاف صندوق. وتنتهي مساء اليوم، الحملة الإنتخابية بتكثيف أبرز المرشحين تجمعاتهم الإنتخابية بوسط العاصمة لاستقطاب الأنصار. ومن المقرر أن يعقد الرئيس المترشح عبدالعزيز بوتفليقة تجمعاً وانتخابياً بقاعة حرشة حسان بينما يعقد منافسه الأساسي علي بن فليس تجمعاً بملعب برج الكيفان شرق العاصمة. وأطلق المرشح البربري سعيد سعدي خلال تجمع له مساء السبت بقاعة حرشة حسان إنتقادات ضد الرئيس المترشح وخاطب أنصاره قائلا "أبشركم بخبر سيسعدكم كثيراً. إن سلال المهملات بمكاتب التصويت في الضاحية الباريسية ومارسيليا مملوءة بأوراق الإنتخاب للرئيس المترشح". ودعا الناخبين الجزائريين إلى التوجه بكثافة من أجل انتخاب الرئيس القادم، مشيراً إلى أن "عهد بوتفليقة انتهى ومعالم جزائر ديموقراطية واجتماعية جديدة بدأت ترتسم في الأفق". وفي قسنطينة، قال بوتفليقة إن "الحرب الأهلية" في الجزائر هي من "صنع العلمانيين والإسلاميين"، مشيراً إلى أن دعوته إلى تحقيق المصالحة الوطنية ترتكز على حتمية رفض طرفي الصراع "لا نقبل أن يستعمل العلماني الكلمة القاتلة ولا نقبل أن يستعمل الإسلامي السكين". ورداً على مطالب سكان منطقة القبائل التي أدرجوها في أرضية القصر قال بوتفليقة أنه يرفض ترسيم الأمازيغية "إلا باستفتاء" وتابع: "لساننا لسان القرآن لا جدال في هذا وكل ما تبقى يقرره الشعب". على صعيد آخر، أفادت مصادر قريبة من قيادة "جبهة الإنقاذ" المحظورة أن الموقف النهائي من الإستحقاقات الرئاسية المقبلة سيعلن غداً الثلثاء. وفي حين لم تستبعد الحسم بمقاطعة الرئاسيات إلا أنها رجحت أن يكون الموقف النهائي بإعلان دعم أحد مرشحي الرئاسة. ولم تخف مصادر مقربة من الحزب المحظور أمس، إستياءها من التصريحات التي أدلى بها بوتفليقة في شأن العرض الذي قدمه قادة الحزب المحظور لدراسة دعم أحد المرشحين. وعبر بوتفليقة خلال تجمع له في ولاية البيض عن رفضه للعرض الذي قدمه قادة الانقاذ لمرشحي الرئاسة واشترطوا تلبية بعض المطالب مقابل دعمه في الانتخابات.